سينطلق البابا فرنسيس في أول رحلة له بعد 15 شهراً قيّد خلالها وباء «كورونا» حركته نهائياً، إذ يزور العراق للمرة الأولى، الجمعة المقبل.
وتأتي هذه الزيارة في ظلّ أوضاع صحية وأمنية خطرة؛ إذ فُرضت، الأسبوع الماضي، قيود جديدة لمكافحة وباء «كورونا» ومن ضمنها فرض حظر تجوّل خلال الليل وبشكل كامل خلال ثلاثة أيام نهاية الأسبوع. كما أسفر تفجير انتحاري مزدوج في أحد أسواق بغداد، الشهر الماضي، عن مقتل 32 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 100 شخص بجروح.

وستنطلق الزيارة من بغداد لتشمل ستّ مدن خلال ثلاثة أيام، فيما تعهدت الحكومة العراقية بتوفير مواكبة أمنيّة مشددة خلالها.

وفيما يأتي خمسة مواقع رئيسية سيزورها البابا:

العاصمة بغداد

في أول يوم له في العاصمة العراقية، سيلقي البابا فرنسيس كلمة في كنيسة «سيدة النجاة» الكاثوليكية في الحي التجاري الرئيس في الكرادة.

وتعرّضت الكنيسة في أواخر عام 2010، لهجوم شنّه مسلّحون متطرّفون، قتلوا 44 من المُصلّين وكاهنَين وسبعة من قوات الأمن؛ وتحمل الآن النوافذ الزجاجية الملونة في الكنيسة أسماء الضحايا.

وقبيل الزيارة المرتقبة، رسم فنان عراقي صورة للبابا على الجدران الخرسانية إلى جانب حمامات بيضاء تمثل السلام وألوان العلم العراقي.

مدينة النجف

في إطار تواصله مع المسلمين، يزور البابا مدينة النجف التي تعدّ عاصمة روحية لمعظم الشيعة في جميع أنحاء العالم.

وهناك، سيلتقي البابا فرنسيس بالمرجع الشيعي الكبير آية الله العظمى علي السيستاني؛ حيث يقام اللقاء في منزل الأخير مع منع معظم الصحافيين من حضور الاجتماع.

مسقط رأس إبراهيم

من النجف ينتقل البابا إلى أور الواقعة في الصحراء ويعود تاريخها إلى ما قبل المسيحية. وقد تأسّست في القرن السادس والعشرين قبل المسيح، وأصبحت مدينة رئيسية في الإمبراطورية السومرية الأكدية القديمة.

تتميز أور بالزقورة وهو هيكل متعرّج يُشبه الهرم تم كشفه في ثلاثينيات القرن الماضي. يُعتقد أن أور التي تعني «بلدة» باللغة السومرية، هي المكان الذي وُلد فيه النبي إبراهيم، في الألفية الثانية قبل الميلاد.

سيقيم البابا فرنسيس مراسم تجمع الأديان المختلفة مع بعض الأقليات الأصغر في العراق، بما في ذلك الأيزيديون والصابئة.

الموصل وقرقوش

محافظة نينوى الشمالية هي مركز الطائفة المسيحية في العراق. عاصمتها الموصل هي المكان الذي اختار تنظيم «داعش» فيه الإعلان عن إنشاء دولة «الخلافة» في عام 2014.

في الموصل، سيزور البابا كنيسة الطاهرة في غرب المدينة التي دمرها «داعش»؛ وتشير السجلات إلى أن الكنيسة تعود إلى القرن السابع عشر، لكن بعض المؤرخين يعتبرون أنها قد تعود لألف عام.

خلال القتال في عام 2017، انهار سقف الكنيسة لكن الباب الملكي والأبواب القديمة الجانبية سلمت. وتعمل اليونسكو حالياً على إعادة تأهيلها وأجزاء أخرى من تراث الموصل من كنائس ومساجد.

على بعد نحو 30 كيلومتراً إلى الجنوب، تقع قرقوش المعروفة أيضاً باسم بغديدة والحمدانية والتي تتمتع بتاريخ طويل سبق المسيحية، ولكنّ سكانها اليوم يتحدثون لهجة حديثة من الآرامية، لغة السيد المسيح.

لحق دمار كبير بقرقوش على يد «داعش» ولا يزال الوضع الأمني متوتراً مع انتشار الجماعات المسلحة التي ترعاها الدولة بأعداد كبيرة في السهول المحيطة.

أربيل

في إحدى آخر محطات زيارته، يقيم البابا قداساً في الهواء الطلق في أربيل عاصمة إقليم شمال العراق.