بغداد | بعدما راجت أنباء عن إيعازها إلى رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، اتخاذ موقف الحياد في المواجهة الدائرة بين واشنطن وطهران، تسري توقعات بأن تعلن «المرجعية الدينية العليا» (آية الله علي السيستاني)، اليوم الجمعة، موقفاً واضحاً في هذا الملف. وفيما يرفض بعض المطلعين على أجواء النجف تأكيد هذه التوقعات أو نفيها، لا تتردد مصادر سياسية أخرى في ترجيحها، على اعتبار أن موقف «المرجعية» سيكون حاسماً في رسم الموقف العراقي من التوتر الإقليمي الراهن.وتذهب المصادر إلى أن «المرجعية» ستكرّر موقفها السابق، الذي أطلقه السيستاني خلال استقباله رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت (قبل شهرين تقريباً)، حيث أشار إلى أن «العراق يطمح إلى أن تكون علاقاته طيبة ومتوازنة مع جميع دول الجوار، على أساس المصالح المشتركة، من دون التدخل في شؤونها الداخلية أو المساس بسيادتها واستقلالها، كما أنه يرفض أن يكون محطة لتوجيه الأذى لأي بلد آخر»، في ما تم تفسيره بأن النجف ترفض أن يكون العراق منطلقاً لأي عمل عدواني ضد إيران.
وتضيف المصادر، في حديثها إلى «الأخبار»، إن «المرجعية لا تعتمد أسلوب الرسائل... بل تدلي بموقف واضح وصريح في أي موضوع يستدعي ذلك» في ردّ غير مباشر على ما تم تداوله في اليومين الماضيين من أن النائب السابق، عبد الهادي الحكيم، نقل خلال زيارته للرئاسات الثلاث دعوة السيستاني إلى «ضرورة إبعاد العراق عن الصراع الأميركي ــــ الإيراني... واعتماد ‏سياسة النأي بالنفس»، وهو أمرٌ نفاه الحكيم بنفسه، قائلاً إن «زيارتي للرئاسات الثلاث قبل أيام كانت زيارة شخصية، ولم أكن أحمل رسالة إليها من المرجعية العليا».
على خط مواز، وصفت «عصائب أهل الحق» و«حركة النجباء» (كبرى فصائل المقاومة العراقية)، حديث واشنطن عن تهديد مصالحها في العراق، بـ«الذرائع»، وذلك بعد إعلانها سحب موظفيها غير الأساسيين من هذا البلد. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن «المعاون العسكري للنجباء»، نصر الشمري، قوله إن «واشنطن تحاول صنع ضجة في العراق والمنطقة تحت أي ذريعة»، فيما اعتبر مدير «المكتب السياسي» لـ«العصائب»، ليث العذاري، أن «التصريحات والخطوات الأميركية الأخيرة مجرد استفزازات، والهدف منها تصعيد الحرب النفسية».
من جهتها، تقول مصادر ميدانية مطلعة، في حديثها إلى «الأخبار»، إن «التهويل الأميركي مردّه الخوف من ردّ فعل فصائل المقاومة»، لافتة إلى أن الأميركيين، وفي أكثر من مناسبة أخيراً، طالبوا الحكومة الاتحادية بـ«ضبط» حركة الفصائل «المقلقة»، متابعة أنهم «يريدون إجراء مفاوضات معنا بهدف رسم قواعد اشتباك تضبط إيقاع التوتر من جهة، وتخفّض من حركتنا ضد القوات الأميركية المنتشرة على طول خريطة البلاد، من جهة أخرى». وتنفي المصادر، أيضاً، ما نُقل عن قائد «قوة القدس» في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، من أنه دعا الفصائل إلى «الاستعداد لحرب ضد الأميركيين»، مؤكدة «أننا مستعدون أساساً، وإمكاناتنا موجودة، ولا نحتاج إلى إشارة من أحد»، مدرجة ما يُشاع في الإعلام الغربي في هذا السياق في إطار «حرب إعلامية ــــ نفسية علينا».