تقدّر مصادر «الحشد» أن واشنطن تريد تسهيل هروب «الدواعش» إلى العراق
كل تلك الحسابات دفعت الأميركيين إلى طلب تأجيل العملية. وهو طلب يقف خلفه سببان آخران؛ أولهما أن واشنطن تريد أن يكون للقصف الجوي نصيب الأسد من العملية. وهذا ما لا يُعدّ مقبولاً عراقياً، على اعتبار أن القصف الأميركي في المنطقة الحدودية يتسم بالعشوائية، وقد أدى في ما مضى إلى سقوط ضحايا وخسائر مادية كبيرة. أما السبب الثاني، فهو أن الولايات المتحدة ترفض إشراك «الحشد» في أي عملية تقع في شمال الفرات، أي في المنطقة التي ترفض أي وجود لـ«الحشد» فيها. إزاء ذلك، وسيراً على قاعدة «إمساك العصا من وسطها»، كان خيار رئاسة الوزراء العراقية تأجيل العملية، التي تخلّل عملية التخطيط لها ـــ بحسب مصادر «الأخبار» ـــ نقاش حادّ بين مؤيد للطرح الأميركي، وآخر رافض له ومصرّ على ضرورة خوض المعركة بالقوات البرية، في حين لم تكن «قيادة العمليات المشتركة» قد حسمت مسألة مشاركة «الحشد» من عدمها.
وكان قائد «عمليات الحشد غرب الأنبار»، قاسم مصلح، أعلن، الأسبوع الماضي، أن «الاستفزازات الأميركية وصلت إلى حدّ كشف معلومات سرية خاصة بقواتنا المرابطة على الحدود»، إذ عمل الأميركيون على «أخذ معلومات دقيقة وحساسة من القوات الأمنية المرابطة على الحدود العراقية السورية»، لكن «عمليات الأنبار منعت القوات الأميركية من إكمال الاستطلاع، ما اضطرها إلى الرجوع إلى قاعدة بئر المراسمة، وعدم الاقتراب من قاطع الحشد». ولئن تمكّن «الحشد» من منع الأميركيين من استطلاع نقاطه، إلا أن الأخيرين استطاعوا ــــ وفق مصدر في «الحشد» تحدث إلى «الأخبار» ـــــ استطلاع مسافة من الحدود العراقية ـــــ السورية (وتحديداً في المنطقة الواقعة شمال القائم، والمقابلة لبلدة الباغوز السورية)، حيث وجّهوا أسئلة إلى شرطة الحدود والجيش العراقي، تلخصت في عدد النقاط القتالية الموجودة، وكمية الذخائر، ونوع السلاح، وعدد الأفراد الموجودين في كل نقطة. هذه الخطوة التي جاءت قبل أيام من الحديث عن انطلاق وشيك لعملية الحدود، تستهدف ـــ بحسب المصدر ـــ تسهيل «خط هروب للدواعش من سوريا باتجاه العراق، والعودة مجدداً إلى عمليات الكر والفر بين داعش والقوى العراقية، بمراقبة أميركية، من دون أن يمثّل ذلك خطراً على القواعد الأميركية هناك».