حذّرت «سائرون» من عواقب «كسر التوافق» على العملية السياسية
إزاء ذلك، يعتصم تحالف «الإصلاح»، وتحديداً كتلة «سائرون» (المدعومة من زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر) بالتحذير من أن «كسر البناء لحاجز التوافق بين الصدر و(زعيم «الفتح» هادي) العامري لن يمرّ دون عواقب، ويمكن أن تؤثّر على العملية السياسية برمتها» وفقاً لما أدلى به نواب في «سائرون»، اتهموا «البناء» بأنه «يسعى إلى فرض إرادة معينة باسم الأغلبية، ما سيبعث شعوراً سلبياً لدى جماهيرنا بأنها باتت مهمّشة، بينما الطرف الآخر سيكون له تأثير في الساحة». هذه التحذيرات ردّت عليها مصادر من «الفتح» بأن «الشراكة بين الفتح وسائرون ليست بالقدر المرسوم»، أي أنها ليست متينة بالمقدار الذي تمّ تظهيرها به سابقاً، بل أثبتت الأيام الماضية أن الخلافات بين الجانبين «عميقة جداً»، وأن «فضّ «الشراكة ليس بالأمر المستبعد»، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام محلية عن تلك المصادر. والظاهر أن احتمال الافتراق سيكون متقدماً على غيره في المرحلة المقبلة، التي ستشهد ـــ بحسب بعض التوقعات ـــ اشتباكاً سياسياً على ملفات عدة (أمنية واقتصادية وخدمية...)، حتى داخل التحالف الواحد.
وينسحب الأمر نفسه على «البيت السنّي»، الذي لا تزال قواه مختلفة على حقيبة الدفاع. وفيما طُرح مجدّداً اسم فيصل الجربا مع تبرئته قضائياً من الانتماء إلى «حزب البعث»، أعلن خمسة عشر نائباً من «ائتلاف الوطنية» (الجهة المرشِّحة للجربا) رفضهم ترشيح الرجل، مطالبين عبد المهدي بعدم «الخضوع للرغبات الشخصية» في القائمة، واختيار الشخصيات الوطنية والكفوءة. وفي خضم ذلك، تتواصل التحذيرات الموجّهة إلى عبد المهدي من مغبّة الاستمرار في تأجيل حسم «الكابينة» تحت طائلة «انهيار الحكومة».