وتوازى إطلاق مبادرتَي الصدر والعامري مع عودة مروحة الاتصالات بين الكتل السياسية المختلفة، وانشغالها مجدداً بحوارات تشكيل «الكتلة الأكبر» التي بدأت ملامحها بالظهور، وسط تكهن عدد من المراقبين بشخص رئيسها وموعد الإعلان عنها. ويأتي ذلك في ظل ترقب لإعلان نتائج العد والفرز اليدوي الأسبوع المقبل، من قِبَل «المفوضية العليا المستقلة للانتخابات» التي تستمر في إجراء هذه العملية لصناديق الاقتراع في بغداد وخارج البلاد. ويؤكد المحلل السياسي، وائل الركابي، أنه «لم يتبق إلا القليل للإعلان النهائي عن نتائج العد والفرز اليدوي... والذي سيكون مطابقاً للنتائج السابقة»، معتبراً «تأخر النتائج إرباكاً سيصيب تشكيل الكتلة الأكبر». لكن المحلل السياسي، نجم القصاب، يرى أن «جميع الكتل متقاربة ومقتنعة بضرورة حسم الكتلة الأكبر بسرعة، خوفاً من الشارع العراقي والمرجعية الدينية»، لافتاً في حديثه إلى «الأخبار» إلى أن «هذا يعني دنو موعد تشكيل الحكومة المقبلة».
توقعات بإعلان نتائج العدّ والفرز اليدوي الأسبوع المقبل
وفي هذا السياق، تشير مصادر «الأخبار» إلى أن «اللمسات الأخيرة على الخريطة السياسية قد وضعت، على أن يشغل نوري المالكي رئاسة تحالف الكتلة الأكبر»، مؤكدة أن نقاش الحقائب الوزارية قد انطلق أيضاً، مع تقديم الكتل المختلفة مطالبها عبر وفودها التفاوضية. وتوضح المصادر أن «ائتلاف دولة القانون (المالكي) يفاوض على حقيبتين وزاريتين إحداهما التربية، فضلاً عن إحدى الهيئات المستقلة»، مضيفة أن «رئيس الوزراء المقبل سيكون من الخط الثاني لحزب الدعوة، وليس من قياداته الرئيسة». وتبيّن أن مستشار الأمن الوطني، فالح الفياض، طُرح اسمه كـمرشح تسوية لرئاسة الوزراء، في وقت يجري النقاش حول إمكان منح العبادي منصب نائب رئيس الجمهورية.
أما «منظمة بدر» فتفاوض على أن تنال منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الأمنية، مع احتفاظها بحقيبة الداخلية. وتتابع المصادر أن «تيار الحكمة (عمار الحكيم) اشترط إحدى وزارتي النقل أو النفط، مع تمسّكه بحقيبة الشباب والرياضة»، لافتة إلى أن القوى الكردية ستحتفظ برئاسة الجمهورية، ونيابة رئيس الوزراء عن الشؤون المالية والاقتصادية، فضلاً عن منحها حقيبة الخارجية ورئاسة هيئة النزاهة. وعلى مقلب «البيت السني»، يبرز التمسك برئاسة البرلمان، مع نيل 4 وزارات بينها الدفاع والتعليم العالي، إضافة إلى هيئتين مستقلتين.
أمنياًَ، كثّفت القوات الأمنية من انتشارها حول سجن الناصرية المركزي (الحوت)، مع ورود معلومات عن هجوم إرهابي محتمل. وقال قائد عمليات الرافدين، إبراهيم دعبون، إن «أطواقاً أمنية عدة وُضعت لحماية السجن، إضافة إلى طلعات جوية لكشف التحركات المحيطة به»، لافتاً إلى «التوجيه بتشديد الإجراءات الأمنية حول السجن، واتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر، فضلاً عن التأكيد على الجاهزية الأمنية واتخاذ التدابير الاحترازية الكفيلة بحمايته».