اتهم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة بتدبير حركة الاحتجاج على الانتخابات النيابية، في ما عدّه سيناريو «فوضى»، كما حذر المعارضة من أن أيّ فلتان سيُقمع «بكل الوسائل الشرعية»، لكن منظمة «المراقب المواطن» غير الحكومية كذّبت النتائج المُعلنة للانتخابات، مشيرة الى أن النتيجة الحقيقية للحزب الحاكم أقل بثلاثين في المئة من الأصوات. وذكر بوتين، في اجتماع مع ممثلي حركته «الجبهة الشعبية»، أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي انتقدت منذ الاثنين الماضي سير الانتخابات، «أعطت إشارة الانطلاق» للاحتجاجات التي جرت على نتائج الانتخابات التشريعية. وأكد أن المعارضين يتصرفون «بدعم» من واشنطن، مضيفاً إنهم «تلقوا الإشارة وبدأوا التحرك على نحو نشط بدعم من وزارة الخارجية».
وقال رجل روسيا القوي، الذي يطمح الى العودة الى الكرملين في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في آذار المقبل، «لا أحد يريد الفوضى»، لكنه اضاف إنه «عندما تُدفع أموال من الخارج لتمويل نشاطات سياسية في بلادنا، فعلينا التفكير في الموضوع»، مشيراً الى مئات ملايين الدولارات.
لكن بوتين أكد، في الوقت نفسه، أن من حق المعارضة التعبير عن نفسها بما في ذلك التظاهر «في إطار احترام القانون»، لكنه حذّر من أنه «اذا خالف أحد ما القانون، فيجب على قوات الأمن والسلطات أن تفرض احترام القانون بكل الوسائل المشروعة». وكانت وزيرة الخارجية الأميركية قد قالت أمس، خلال مؤتمر صحافي في مقر الحلف الأطلسي في بروكسل، «عبّرنا عن قلقنا الذي نرى أنه نابع من أسس صحيحة، بشأن سير الانتخابات» في روسيا، مضيفة «ندعم حقوق وتطلعات الشعب الروسي الى تحقيق تقدم والأمل في مستقبل أفضل».
وتظاهر آلاف المعارضين منذ الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي، احتجاجاً على نتائجها، وفرّقت الشرطة التظاهرات واعتقلت المئات. وعشية الموعد المحدد لإعلان النتائج رسمياً اليوم، ذكر موقع منظمة «المراقب المواطن» على شبكة الإنترنت أمس، استناداً الى شهادات مراقبين متطوعين في كل انحاء البلاد، أن حزب رئيس الوزراء، الذي حصل على 49,54 في المئة من الأصوات، حسبما أعلنت اللجنة الانتخابية، حصل في الواقع على 29,8 في المئة من الأصوات على المستوى الوطني خارج موسكو، وعلى 25,8 في المئة في العاصمة.
وتفيد هذه الأرقام المستمدة من دراسة النتائج في 176 قلم اقتراع، كما تقول المنظمة، أن المشاركة الحقيقية بلغت 51,5 في المئة في موسكو، و53 في المئة في بقية أنحاء البلاد. غير أن اللجنة الانتخابية أعلنت مشاركة نسبتها 60,2 في المئة على موقعها.
وترى هذه المنظمة غير الحكومية أن النتيجة الحقيقية للحزب الشيوعي هي 22,6 في المئة في روسيا (ما عدا موسكو)، و25 في المئة في موسكو، في مقابل 19,16 في المئة، حسبما أُعلن رسمياً.
وحصل حزب روسيا العادلة (يسار وسط)، على 17,3في المئة في موسكو (13,22في المئة رسمياً)، و21في المئة في بقية أنحاء البلاد.
وحصل الحزب الليبرالي الديموقراطي (القومي) على 12,6في المئة في موسكو (11,66في المئة، رسمياً). وأخيراً، حصل حزب يابلوكو الليبرالي المعارض، الذي قالت اللجنة الانتخابية إنه حصل على 3,3 في المئة وهو رقم أدنى من العتبة الضرورية حتى يكون ممثلاً في الدوما، على 14,3في المئة في موسكو، و8,2 في المئة في بقية انحاء روسيا.
في غضون ذلك، حثت لجنة هلسنكي الأميركية، روسيا على الالتزام بتعهداتها بالديموقراطية، بما في ذلك احترام الحق في التظاهر بعد الانتخابات البرلمانية التي وصفها منتقدو الكرملين بأنها غير نزيهة. وقالت اللجنة، في بيان لها أول من أمس، إنها «منزعجة بشدة» من تقارير عن إساءة معاملة المئات من المتظاهرين الروس المحتجزين الآن، و«يشكون من عدم السماح لهم بالاتصال بمحامين، وعدم توفير مساعدات طبية او مواد غذائية أساسية» لهم.
(أ ف ب، رويترز)