بعدما سار الاتحاد الأوروبي على خطى أميركا ثم بريطانيا لجهة فرض عقوبات على إيران بسبب مؤامرة الاغتيال المزعومة، وجهت طهران تحذيراً إليه بوقف التعاونانتقد وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، أمس، موقف الاتحاد الأوروبي من الاتهامات الأميركية بشأن مؤامرة ايرانية لاغتيال السفير السعودي لدى واشنطن، وقال إن ذلك أفقده فرص التعاون الإيراني ـــــ الأوروبي، في وقت قدم فيه الرئيس محمود أحمدي نجاد التعازي إلى القيادة السعودية بوفاة ولي العهد الأمير سلطان.
ونقلت وكالة «إرنا» عن صالحي قوله، في رسالة له خلال ملتقى العلاقات الإيرانية ـــــ الأوروبية «تجارب الماضي وآفاق المستقبل» الذي بدأ أعماله أمس في طهران، إن «ايران لم تتوقع أن يسير الاتحاد الأوروبي مع اللعبة الأميركية»، مضيفاً «اتباع السياسة الأميركية حرم الاتحاد فرص التعاون مع ايران».
وتابع صالحي «نتوقع من الاتحاد الأوروبي أن يختار سياسة خارجية مستقلة، وأن لا يسمح للصهيونية، واسرائيل والولايات المتحدة بأن تستخدم سلطات الهيئات الأوروبية لخلق العداء مع إيران». وتطرق أيضاً الى البرنامج النووي الإيراني، وقال صالحي إن «الدعايات السلبية الكاذبة عن طبيعة البرنامج النووي الإيراني أثّرت في العلاقات الإيرانية الأوروبية، وأدت الى فرض الاتحاد الأوروبي سلسلة من العقوبات الأحادية الجانب على طهران، إضافة الى العقوبات التي فرضها مجلس الأمن». وجدّد موقف بلاده الذي يؤكد على حقها في استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية، وقال إن إيران «ترى أن استخدام القنبلة النووية أمر محرم وفقاً للشريعة الإسلامية».
ودعا الاتحاد الأوروبي الى «إيجاد حلول للخطر الحقيقي المتمثل في ترساناته النووية عوضاً عن صياغة صورة مضللة وغير واقعية عن البرنامج النووي السلمي الإيراني». هذا وكان يفترض أن يمثل الايراني ـــــ الأميركي منصور أرببسيار، المتهم بمؤامرة الاغتيال، أمس أمام محكمة في نيويورك ليواجه التهم الموجهة اليه. وتشير وثائق المحكمة الى أن ارببسيار وشريكه المفترض غلام شكوري الذي لم يُلقَ القبض عليه، تآمرا «لقتل السفير السعودي في الولايات المتحدة اثناء وجوده على الأراضي الأميركية».
وكان الاتحاد الأوروبي قد أقرّ يوم الجمعة تجميد أصول المتهمين الإيرانيين الخمسة بمؤامرة اغتيال السفير، متبعاً بذلك خطوات الولايات المتحدة وبريطانيا، اللتين أقرّتا من قبلُ تجميد أصول هؤلاء المتهمين.
في هذه الأثناء، بعث الرئيس الإيراني رسالة تعزية الى الملك السعودي إثر وفاة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز، فيما لم تعين ايران بعد من الذي سيمثلها في الجنازة المقرّرة اليوم، التي سيشارك فيها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن. وقال موقع الرئاسة على الإنترنت إن الرئيس قدم «تعازيه وأعرب عن تعاطفه» مع العائلة المالكة والشعب السعودي.
(أ ب ، أ ف ب، يو بي آي)