طهران ستنتج صفائح الوقود النووي خلال أشهر وشهرياري كان مسؤولاً عن التخصيب

ردّت إيران أمس نووياً على الولايات المتحدة التي اتهمتها بتدبير مؤامرة لاغتيال السفير السعودي لديها عادل الجبير، معلنة على لسان وزير خارجيتها علي أكبر صالحي أن بلاده ستتمكن من إنتاج صفائح من الوقود النووي لمفاعل طهران
أعلنت طهران أمس على لسان وزير الخارجية علي أكبر صالحي، أنها «مستعدة للنظر» في الاتهامات الأميركية بتورط طهران في مخطط لقتل السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير. لكنها في الوقت نفسه وجهت رسالة نووية غير مباشرة لعدوتها التاريخية بأنها أصبحت تملك حالياً «70 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصّب بنسبة 20في المئة»، ولديها آلاف العلماء النوويين.
لكن في التطورات، أصبحت قضية «المؤامرة الإيرانية» في أروقة الأمم المتحدة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، إنه سلم إلى مجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية مكاتبات بشأن اشتباه واشنطن في ضلوع طهران في مؤامرة مزعومة لقتل السفير السعودي في واشنطن.
وأضاف: «وصلتني مكاتبات من الولايات المتحدة وإيران، وكذلك من الحكومة السعودية».
في هذا الوقت، نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن وزير الخارجية الإيراني قوله عن الاتهام الأميركي لبلاده: «نحن مستعدون للنظر في هذه القضية بهدوء، ولو أنها مفبركة، ونحن طلبنا من الولايات المتحدة أن تعطينا المعلومات الضرورية». وأضاف أن «الولايات المتحدة تريد إثارة قضية أمام الرأي العام وتستغل تبعاتها السياسية لنسج أكاذيب حول بلادنا. (لكن) الرواية تفتقر الى أسس صلبة».
ونصح صالحي المسؤولين السعوديين بـ«التحلي بالحيطة والحذر للحيلولة دون الوقوع في الفخ الأميركي»، قائلاً: «من المؤكد أن المسؤولين السعوديين يدركون أن هدف الولايات المتحدة من طرح هذا السيناريو هو زرع الفرقة والشقاق بين دول المنطقة».
وعن تطور الصناعة النووية في إيران، قال صالحي: «نأمل إنتاج صفائح الوقود في غضون أربعة إلى خمسة أشهر» في منشأة أصفهان (وسط) و«أن تخضع للتجربة لاحقاً في مفاعل الأبحاث في طهران». وكشف عن أن العالم الإيراني مجيد شهرياري الذي اغتيل في تشرين الثاني 2010 قاد أعمال إنتاج الوقود النووي المخصب بنسبة 20 في المئة. وكان شهرياري آنذاك مسؤولاً عن المفاعلات النووية ضمن المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية.
وأوضح بقوله: «عندما استشهد شهرياري كنت خائفاً لأنه الوحيد الذي يعرف كيفية إنجاز العمل، ولكن عندما زرت أصفهان لاحظت أنه درّب نحو 20 شاباً»، علماً بأن صالحي كان يدير المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية آنذاك.
وأكد صالحي أنه «لدينا اليوم آلاف العلماء النوويين، ويمكننا فعلياً إنجاز كل ما نقرر»، مضيفاً أن «هذا النجاح جرى بفضل العقوبات» وأن طهران تملك حالياً «70 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20في المئة» مخصصة لإنتاج الوقود.
أما أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، سعيد جليلي، فقد رأى أن «السيناريو الأميركي الأخير» هو محاولة للالتفاف على الحركة الاحتجاجية للشعب الأميركي وتضليل الرأي العام، موضحاً أن أميركا لا يمكنها الخروج من أزماتها من خلال اصطناع التهديدات الزائفة.
ونقلت وكالة مهر للأنباء عن جليلي، وهو ممثل المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي، قوله لصحافيين أمس: «إن أميركا لا يمكنها من خلال اللجوء إلى الترسانات الحربية والأبواق الإعلامية واستخدام الضغوط الاقتصادية والمالية التغطية على أزمة معارضة 99 في المئة في داخل وخارج الولايات المتحدة».
من جهة ثانية، أعلن رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيراني) علي لاريجاني، أن إيران تدعم عقد اجتماع رباعي يضم العراق وإيران وتركيا والسعودية لترسيخ العلاقات ومكافحة الطائفية. وقال، بعد لقائه رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، على هامش الاجتماع الـ125 لاتحاد برلمانات العالم في مدينة برن السويسرية: «إن انعقاد هذا الاجتماع الرباعي الذي اقتُرح بهدف ترسيخ العلاقات ومكافحة النزعة الطائفية سيؤدي إلى خفض الأعمال الشريرة للأعداء».
في الشأن الداخلي، أثار حديث المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، عن إمكان إلغاء منصب الرئيس في بلاده مقابل إنشاء نظام برلماني وانتخاب رئيس حكومة جدلاً واسعاً في الوسطين السياسي والإعلامي. وركزت الصحف في عناوينها الرئيسية أمس على هذه القضية.
وعنونت صحيفة «اعتماد» الإصلاحية في صفحتها الأولى بـ«إمكان إعادة منصب رئيس الوزراء في مستقبل بعيد»، فيما أعلنت صحيفة «رسالة» المحافظة بالخط العريض «لا مشكلة في نظام برلماني».
وقال خامنئي خلال زيارة للريف أول من أمس: «حالياً النظام السياسي في البلاد رئاسي، حيث ينتخب الشعب رئيس الجمهورية مباشرة، وهذا جيد. لكن إذا شعرنا يوماً ما في مستقبل بعيد بأن النظام البرلماني أفضل لانتخاب رئيس للجهاز التنفيذي (مجلس الوزراء)، فلا مشكلة في تغيير النظام الحالي».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، مهر، إرنا)