أنهى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، سلسلة جلسات دبلوماسية عقدها في عاصمتي جارتي الشرق، باكستان والهند، مستعيداً من خلالها مجدداً مفاتيح تجارة الشرق بعد زمن العقوبات وعزل إيران. وحمل ظريف مفاعيل «اتفاق فيينا» إلى إسلام آباد ونيودلهي، فحصد ما تريده طهران «في ظل المناخ الجديد».وعقب لقاء جمع ظريف أمس برئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي، أكد الأخير مواصلة المشاورات بين طهران ونيودلهي في إطار تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، لافتاً إلى أنه بعيد لقاء جمعه مؤخراً بالرئيس الإيراني حسن روحاني، طلب من جميع المسؤولين المعنيين في بلده «الاستعداد لمرحلة جديدة».

وبالتوازي، أوضح مودي أنه بحث خلال جولته الأخيرة في آسيا الوسطى تنفيذ مشروع تطوير ميناء جابهار و»مدّ خط سكك حديد آسيا الوسطى». وكشف مودي عن «الاستعداد الكامل لعقد اجتماع اللجنة المشتركة للبلدين».
من جهة أخرى، نقل ظريف دعوة الرئيس الإيراني لرئيس الوزراء الهندي لزيارة طهران، قائلاً في الوقت نفسه: «لدينا طاقات مناسبة في ظل المناخ الجديد للتحرك واتخاذ خطوات أوسع»، داعياً في الوقت نفسه إلى أن «تتركز المشاورات بين كبار المسؤولين في البلدين على الأولويات الاكثر جدوى».
واستعرض ظريف، بحسب وكالات الأنباء الإيرانية، «النتائج الحاصلة عبر البرنامج المشترك الشامل مع مجموعة 5+1»، وقال إن «هذا الاتفاق لبّى مطالب الجانبين في المفاوضات بشكل متوازن ومتعادل، وسيترك آثاراً بنّاءة على التطورات الاقليمية في إطار الترويج للحوار والتعاون وانتخاب الخيار الدبلوماسي بدلاً من خيار الحرب وزعزعة الاستقرار».
وفي ما يتعلق بالأرضيات الجديدة لتطوير التعاون بين البلدين، قال ظريف، الذي التقى أيضاً وزير النقل والشحن الهندي نيتين غاردكاري، إن «الطاقات المناسبة المتاحة لانضمام الهند الى اتفاقية التجارة العابرة الثلاثية الأطراف، واستفادة الهند من فوائد محور شمال ــ جنوب، والمشاركة في مشاريع سكك الحديد والطرق، والوجود الفاعل وبشكل أكبر للمصارف الهندية والايرانية في سوق المال للبلدين، وتوفير مناخ مناسب لعرض تسهيلات لتوظيف الاستثمارات في حقول النفط والغاز والبتروكيميائيات والتجارة، هي من جملة القضايا الجديدة التي يمكن من خلالها تحريك العلاقات بين طهران ونيودلهي».
وسبقت زيارة ظريف لنيودلهي، حيث كان له لقاء آخر مع مستشار أمنها القومي الذي أعرب عن تطلعه إلی «دعم إيران لمواجهة التحديات الاقليمية»، محطة استمرت لعشر ساعات أول من أمس في إسلام آباد.
وفي العاصمة الباكستانية، أعلن رئيس الوزراء نواز شريف استعداد بلاده لتطوير علاقاتها الشاملة مع طهران، مشيداً في الوقت نفسه بآثار «اتفاق فيينا» على المنطقة والعلاقات الثنائية. وأعرب نواز شريف عن أمله بأن «تفتح العلاقات الثنائية صفحة جديدة في ظل توجيهات الرئيس روحاني وبعد مرحلة الاتفاق النووي»، مشيراً إلى «الطاقات التي تتمتع بها الاسواق والامكانيات الاقتصادية لكلا البلدين». وقال «أمامنا فرص وإمكانيات تجارية واقتصادية في مجالات الطاقة والنفط والكهرباء والشؤون المصرفية والتبادل التجاري».
وعقب لقاء آخر جمع ظريف إلى مستشار رئيس الوزراء الباكستاني لشؤون الأمن القومي والخارجية سرتاج عزيز، رأى وزير الخارجية الإيراني أنّ «مشروع أنبوب توريد الغاز الايراني الى باكستان عملي واقتصادي»، موضحاً أن «طهران أنجزت المشروع على أراضيها وتترقب في المقابل الطرف الباكستاني لإنجاز ذلك».
(الأخبار، إرنا، فارس)