مع احتدام النقاش في الولايات المتحدة، بشأن تبعات الرفض المحتمل من قبل الكونغرس للاتفاق النووي، وفي ظل استمرار التصريحات المؤيدة والمعارضة، وما يتبعها من تقديرات للأصوات الموافقة والرافضة، نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أمس، تقريراً تروّج من خلاله لنظرية جديدة تعتبر مرفوضة من قبل إيران والأطراف الأخرى المشاركة في الاتفاق النووي، وهي أن الكونغرس يمكن أن يعدّل في الاتفاق النووي، وحتى إنه يمكنه إعادة كتابته بما يتناسب مع متطلباته.
الصحيفة أشارت إلى أن الكونغرس الأميركي كان قد رفض اتفاقات دولية وقّعتها السلطة التنفيذية الأميركية، وذلك لأكثر من 130 مرة على الأقل في التاريخ الأميركي، مشيرة أيضاً إلى أنه قد جرى التصويت على 22 معاهدة بالرفض.
في هذا الإطار، أشار التقرير إلى أنه بناءً على تقارير صادرة عن «خدمة البحث في الكونغرس» عامي 1987 و2001، فقد قام أعضاء مجلس الشيوخ، بشكل متواصل، بصدّ 108 معاهدات، على الأقل، من خلال رفض التصويت عليها.
علاوة على ذلك، فقد أظهر أحد التقارير الذي يعود إلى عام 1987 تحديداً، أن أكثر من 200 معاهدة حائزة موافقة السلطة التنفيذية، تمّ تعديلها بعد ذلك بناءً على تغييرات طلبها مجلس الشيوخ، قبل إعطاء موافقته وإدخالها حيّز التنفيذ.
الصحيفة أشارت إلى أن عدداً من المعاهدات التي طالب مجلس الشيوخ بتعديلها، قبل إقرارها، كانت مع الاتحاد السوفياتي.
إضافة إلى ذلك، أشارت «وول ستريت جورنال» إلى أن إدارة أوباما، هي نفسها، قامت فعلاً بإعادة التفاوض على اتفاق دولي واحد على الأقل بناءً على معارضة الكونغرس. ففي كانون الثاني 2009، مثلاً، وقّعت وزارتا الخارجية الأميركية والإماراتية اتفاقاً للتعاون في المجال النووي، إلا أن عدداً من أعضاء الكونغرس، من بينهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب هوارد برمان، اعترض على أن الاتفاق لا يؤكد أن «الإمارات لن تتبع خطى إيران وتدخل في مجال تخصيب اليورانيوم...».
بناءً عليه، قامت إدارة أوباما بإعادة فتح المفاوضات، وفي أيار 2009 حصلت من الإمارات على التزام قانوني بعدم الدخول في تخصيب اليورانيوم، بعدها دخل الاتفاق الذي جرت مراجعته حيّز التنفيذ.
في ما يتعلق بالاتفاق بين إيران والولايات المتحدة، فقد أشارت «وول ستريت جورنال» إلى أنه يمكن معالجته من خلال مشروع قرار يتضمن معارضة على الاتفاق أو تشريعاً منفصلاً قد يتضمن ما هي التعديلات التي يجب القيام بها من أجل الحصول على موافقة الكونغرس.
وأضافت الصحيفة: «بما أن الكونغرس يمكنه، وفق القانون، رفض الاتفاق، فإن إيران وشركاءنا المفاوضين يجب ألا يفاجأوا إذا ما اتخذ الكونغرس خطوة أقل تطرّفاً، بإرجاع الاتفاق إلى الرئيس لإعادة التفاوض عليه».
بالنسبة إلى الصحيفة، فإن الاتفاق النووي مع إيران يمكن أن يتم تحسينه، على نحو مهم، من خلال اتفاق ملحق، يتضمن تعديلات وتفاهمات يجري تصميمها لتخفيف الثغر الأساسية في الاتفاق والغموض الذي يتعلق بالتحقق والالتزام.
(الأخبار)