واصلت المدفعية الإيرانية خلال اليومين الماضيين قصفها للقرى الحدودية العراقية في إقليم كردستان، فيما توعد قائد الشرطة الإيرانية العميد اسماعيل أحمدي مقدم، بالقضاء على «المجموعات الإرهابية التي تعبث بأمن البلاد». وقالت مصادر كردية محلية إن القصف استمر 5 ساعات متواصلة وطاول القرى التابعة لناحية حاج عمران، ووادي بالياني، التابع لناحية قسري والقرى التابعة لقضاء جومان، ما اضطر مئات العوائل الكردية القروية الى ترك قراها ومنازلها والنزوح الى مناطق أكثر أمناً.
وكانت لجنة تقصي حقائق برلمانية عراقية قد زارت المناطق، التي تعرضت للقصف الإيراني، كما زارت إحدى جريحات القصف في المستشفى وقدمت تقريراً بنتائج مهمتها الى رئاسة مجلس النواب، مؤكدة وقوع القصف، نافية وجود توغل عسكري ايراني داخل أراضي الإقليم.
في هذا الوقت، هدد قائد الشرطة الإيرانية، العميد اسماعيل أحمدي مقدم، بأن «قوى الأمن ستقضي قريباً على المجموعات الإرهابية التي تعبث بأمن البلاد، ولن تسمح لأي مجموعة بأن تزعزع الاستقرار في المناطق الحدودية». وقال «إن المجموعات الإرهابية أصبحت هشة وضعيفة أمام ضربات قوى الشرطة والحرس في شمال غرب البلاد»، متوعداً بأنه «سيجري القضاء قريباً على منظمتي كوملة والحزب الديموقراطي الإرهابيتين» الكرديتين. وكان مصدر عسكري ايراني رفيع قد أعلن أن العمليات التي نفذها الحرس الثوري أخيراً أدّت إلى مقتل اكثر من 50 عنصراً من منظمة الحياة الحرة (بيجاك) الكردية الانفصالية على الحدود الإيرانية العراقية في جبال القنديل.
في غضون ذلك، دعا الرئيس الإيراني، محمود احمدي نجاد، حكومات دول المنطقة الى «التحلي بالحذر واليقظة من أن تؤدي التطورات فيها الى إنقاذ الكيان الصهيوني ودعم أساس الهيمنة الأميركية في المنطقة». وذلك خلال مراسم بدء عملية تخزين المياه خلف أعلى سد ترابي في محافظة خوزستان جنوب البلاد.
في سياق آخر، استقبل وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينين، عطاء الله أبو السبح، الذي يقوم بزيارة الى ايران، حيث بحث الجانبان آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية.
الى ذلك، من المقرر أن يمثل الأحد المقبل، سائحان أميركيان متهمان بالتجسس، وذلك للمرة الثانية أمام المحكمة الثورية الإيرانية، بعد عامين من القبض عليهما على الحدود بين العراق وإيران، التي يؤكدان أنهما دخلاها من دون دراية منهما. وكان شين باور (28 عاماً)، وجوس فتال (29 عاماً) قد اعتُقلا في الحادي والثلاثين من تموز 2009 على الحدود الإيرانية العراقية، بعدما ضلّا حسب قولهما الطريق أثناء رحلة بين الجبال في كردستان العراق.
(يو بي آي، مهر)