مثل، أمس، أندرس بيرينغ برييفيك، للمرة الأولى مرة أمام قاضي محكمة أوسلو بهدف إصدار قرار بشأن حبسه على ذمة التحقيق، على ما أعلن أمس مسؤول في المحكمة. وأعلنت المحكمة أن برييفيك، الذي أقرّ بارتكابه المجزرة التي أدت الى سقوط 76 قتيلاً، سيوضع قيد الحبس الاحتياطي لفترة ثمانية أسابيع قابلة للتجديد، أربعة منها ستكون في العزلة التامة. وخلال جلسة الاستماع، اعترف المتهم بالوقائع من دون الإقرار بذنبه. وقال إنه «أراد الدفاع عن بلده وعن أوروبا في وجه الإسلام والماركسية»، وذلك بحسب تصريحات القاضي كيم هيغير للصحافيين، عقب انتهاء جلسة الاستماع. وأضاف القاضي إن برييفيك قال إن الهجمات لم تكن ترمي الى إيقاع أكبر عدد من الضحايا.من جانبه، أوضح كاتب المحكمة، غير انغيربرتسن، خلال مؤتمر صحافي أعقب مداخلة القاضي هيغير، أن المتهم، الذي منع من المثول ببزة رسمية، تحدث عن وجود «خليتين أخريين» في منظمته. وجلسة المحاكمة التي استمرت نحو 40 دقيقة عقدت بشكل مغلق بناءً على رغبة الشرطة. وكان القاضي قد علّل قراره بالقول «ثمة معلومات حسية تشير الى أن إقامة جلسة علنية بحضور المتهم قد تسبب حالة استثنائية وغاية في الحساسية بالنسبة إلى التحقيق والأمن».
وفي وقت سابق، أعلن محامي الدفاع عن برييفيك، غير ليبستاد، أن موكله كان يرغب في أن تكون جلسة مثوله أمام القاضي علنية، وأن يسمح له خلالها بارتداء بزة نظامية، مضيفاً «لا أعلم عن أي بزة يتحدث». وقال المحامي إن موكله «يريد أن يشرح موقفه مما فعله. يريد أن يفعل ذلك علانية».
في إطار آخر، شهدت النروج، أمس، وقفات تضامنية إحياءً لذكرى الضحايا أبرزها دقيقة الصمت التي التزمت بها البلاد كلها في منتصف النهار. ومن بورصة أوسلو الى مطاراتها، توقف البلد، وكذلك كل قطارات المملكة. وفي خطوة رمزية، طلبت حكومات السويد وفنلندا والدنمارك وإيسلندا من مواطنيها لزوم دقيقة صمت تضامناً مع النروج. في المقابل، وفي إطار عودة الحياة الى طبيعتها، وبسبب الدمار الهائل الذي لحق بحي الوزارات في وسط العاصمة، فإن الكثير من الموظفين اضطروا الى استئناف أعمالهم في مبان إدارية أخرى.
يذكر أن النروج أنهت العمل بعقوبة الإعدام لأغلب الجرائم عام 1902، ولكل الجرائم بما في ذلك جرائم الحرب في عام 1979. وتعود آخر مرة نفذت فيها عقوبة الإعدام الى عام 1948 بعد ثلاث سنوات من إعدام رئيس الحكومة بين 1942 و1945 والمتعاون مع النازيين، فيدكون كويزلينغ، الذي أعدم رمياً بالرصاص بعد إدانته بالخيانة العظمى. ومن المتوقع أن ينال برييفيك عقوبة السجن لواحد وعشرين عاماً، ومن المفترض أن تزيد نظراً إلى خطورة المتهم.
في غضون ذلك، أعلنت الشرطة البريطانية أمس أنها تحقق في الصلات المحتملة لمنفذ الهجوم الإرهابي المزدوج. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، إن ضابطاً من شرطة سكوتلانديارد توجه إلى النروج للمساعدة في التحقيق، فيما تتعاون شرطة لندن مع السلطات النروجية في هذا الإطار.
(ا ف ب، يو بي آي)