مع عودة قطب الإعلام روبرت مردوخ الى الولايات المتحدة وبدء العطلة البرلمانية، بدأت أسئلة جديدة تُطرح في شأن العلاقة بين رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وقطب الإعلام المتورط بفضيحة تنصت واسعة على الاتصالات الهاتفية، فيما امتدت الشكوك لتطاول مؤسسات إعلامية أخرى. وقال نائب رئيس الوزراء البريطاني، نيك كليغ، إن فضيحة التنصت على الهواتف تعطي البلد فرصة لتنظيف العلاقات غير السليمة وسط السياسيين والصحافيين والمسؤولين عن إنفاذ القانون.وتمنى كليغ أن يصار وعلى مستوى واسع النطاق مباشرة، إلى ايجاد حلول للمشكلات الكامنة وراء الفضيحة، بقيادة قاضي تحقيق، على ان تطال مواضيع القرصنة على الهواتف ورشوة الشرطة بواسطة مؤسسات مردوخ.
وقال كليغ «أعتقد أنه لدينا الآن احتمال يأتي مرة كل جيل من أجل تنظيف حقيقي للممارسات الغامضة وعلاقات المراوغة التي تجذرت في صميم المؤسسة البريطانية بين الصحافة والسياسيين والشرطة».
ودافع كليغ عن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وقال خلال مؤتمر صحافي إن رئيس الوزراء «كان قاطعاً في إشارته الى عدم حصول أي نقاش غير ملائم» مع مجموعة مردوخ. وأضاف «وما هو أهم أيضاً، لم يقم بأي دور ولم يكن في وسعه لعب أي دور في العملية الرسمية لاتخاذ قرار».
وكان وزير الثقافة جيريمي هانت، قد أشار أول من أمس الى ان هذه المحادثات كانت في مطلق الأحوال «غير مجدية» لأن «القرار النهائي يعود اليه». إلا أن المعارضة رأت في هذه التصريحات الدليل على تدخل رئاسة الوزراء البريطانية. والتقى رئيس الوزراء 26 مرة خلال 15 شهراً قادة مجموعة مردوخ.
في هذه الأثناء، تبيّن أن الشرطة كانت تملك تقريراً صادراً عن مكتب مفوض الإعلام (وهي جهة مراقبة) حول استخدام الصحافة لمخبرين خاصين.
ويشير هذا التقرير الصادر عام 2006 الى أن «300 صحافي ينتمون الى 31 مطبوعة مختلفة استخدموا في 4 آلاف مناسبة مخبرين خاصين طالبين منهم معلومات سرية تم الحصول على معظمها بطريقة غير شرعية».
وأكد متحدث باسم مكتب مفوض الإعلام أن الوثائق «تم تسليمها الى الشرطة قبل ثلاثة أشهر بطلب منها». وكشف مكتب مفوض الإعلام أمس أن الشرطة البريطانية وسّعت تحقيقها في شأن التنصت على المكالمات الهاتفية إلى صحف أخرى بعد الفضيحة التي طاولت «نيوز أوف ذي وورلد»، ويتركز التحقيق خصوصاً على اللجوء الى مخبرين خاصين.
وبحسب هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) فإن الصحف الثلاث الأكثر لجوءاً الى استخدام المخبرين هي «دايلي مايل» و«صنداي بيبول» و«دايلي ميرور».
وكان التحقيق يتركز حتى يوم امس على صحيفة «نيوز اوف ذي وورلد» التابعة لمجموعة مردوخ، والمشتبه في انها قامت بنحو 4 آلاف عملية تنصت خلال العقد الأول من القرن الحالي.
(أ ب، أ ف ب)