فيما واصل الثوار الليبيون أمس هجومهم على قوات الزعيم معمر القذافي في المناطق الغربية من ليبيا، أعلن وزير الدفاع الإيطالي اغناسيو لاروسا، خفض تكلفة البعثة العسكرية إلى ليبيا إلى النصف لتصبح 60 مليون يورو. ونقلت وكالة أنباء «آكي» الإيطالية عن لاروسا قوله في مؤتمر صحافي في مقر الحكومة بعد موافقة مجلس الوزراء على مرسوم تمويل البعثات العسكرية الإيطالية في الخارج، إنه «تم خفض تكلفة البعثة إلى ليبيا إلى النصف لتقتصر على 60 مليون يورو». وأشار إلى أن خفض التكاليف كان كبيراً ولا سيما بالنسبة إلى البعثة العسكرية في ليبيا، لكن «يجب أن يكون واضحاً أنه من دون عمل الوحدات الدولية والايطالية على حماية المدنيين، لتمكنت قوات القذافي من وصول البلدات الرئيسية التابعة لبرقة (الشرق الليبي)».
وقال إن سفينة «غاريبالدي» الإيطالية التي تشارك في العملية العسكرية الدولية في ليبيا، مع طاقمها المكون من 890 شخصاً ستنهي التزاماتها هناك ابتداءً من نهاية تموز، لافتاً إلى أن سفينة أصغر ستحل محلها لمواصلة المهمة.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلسكوني، إنه عارض قرار القوى الغربية بقيادة فرنسا وبريطانيا خوض حرب في ليبيا: «كنت ضد الإجراء كما يعلم الجميع.. كانت يداي مقيدتين بتصويت برلمان بلادي».
ويواصل الثوار الليبيون تقدّمهم نحو الغرب وباتوا على مسافة ثمانية كيلومترات من زليطن (150 كيلومتراً شرقي طرابلس)، بعد معارك ضد قوات النظام أدّت إلى سقوط عشرين قتيلاً عشرة منهم من الجيش وعشرة من الثوار. ويجري التقدم العسكري للمعارضة الليبية على طول الساحل، فيما يشن الثوار الآتون من جبال البربر جنوبي غربي طرابلس، هجوماً تدعمه قوات حلف شمالي الأطلسي نحو العاصمة طرابلس وسط تكثيف الضغط على النظام.
في غضون ذلك، أفادت صحيفة «ديلي تيلغراف» بأن قوات المعارضة الليبية تشن حرب عصابات سرية وعلى نحو متزايد في طرابلس، في تحدّ متزايد لسيطرة العقيد القذافي على العاصمة.
وقالت الصحيفة إن سكان العاصمة الليبية تحدثوا عن تصاعد في الهجمات من السيارات وإطلاق النار على نقاط التفتيش الأمنية وعن معارك متكررة بمجرد حلول الظلام رغم اصرار الحكومة، التي تحارب قوات المعارضة على ثلاث جبهات شرقي وجنوبي العاصمة، على أن طرابلس هادئة وهي معقل الولاء الثابت للقذافي.
من جهة ثانية، أعلنت منظمة «تراث بلا حدود» أن النزاع الدائر حالياً في ليبيا يهدد موقع لبدة الكبرى الأثري الفريد (120 كيلومتراً شرقي طرابلس)، الذي صنفته اليونسكو ضمن التراث العالمي، حيث يبدو أن قوات الزعيم الليبي تخبئ أسلحة. وفي مصراتة التي تحاصرها كتائب القذافي منذ أشهر، أعلنت إحدى المدارس استقبال تلاميذها بعدما ظلت مغلقة منذ اندلاع القتال في البلاد.
في هذه الأثناء، وصل وفد من ممثلي القبائل الليبية الى القاهرة، وقال أحد أعضاء الوفد المكون من 19 عضواً «سيجتمع الوفد مع عدد من الليبيين في مصر، خاصة المعارضة من بنغازي للتوصل الى حل للأزمة الليبية حتى يعود الاستقرار والأمن الاقتصادي».
وقالت مصادر إن مستشار سيف الاسلام القذافي، محمد اسماعيل، وصل أيضاً الى القاهرة. من دون أن يتضح ما اذا كان اسماعيل سيشارك في المحادثات.
من ناحية أخرى، كرر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في جنيف دعوته إلى وقف اطلاق النار على الفور في ليبيا، بطريقة يمكن التحقق منها للسماح بوصول المعونة الى المدنيين، وقال «عليه (القذافي) أن ينصت بمزيد من الانتباه والجدية لما هو الأفضل لمستقبل الشعب الليبي».
(أ ف ب، يو بي آي)