تسارعت وتيرة تصريحات المسؤولين الإسرائيليين المشددة على ضرورة التوصل إلى تسوية بين أنقرة وتل أبيب، في وقتٍ رأى فيه رجل الأعمال الإسرائيلي من أصل تركي أليكو دونميز، أن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان هو الوحيد القادر على إنقاذ الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حركة «حماس» جلعاد شاليط. وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس عن إشارات «تقارب» بين بلاده وتركيا، مؤكداً أن الجانبين يسعيان الى سبل ملموسة لتحسين علاقاتهما.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي خلال زيارته لرومانيا «نسعى إلى سبل لتحسين علاقاتنا الحالية وإلى القيام بخطوات ملموسة، وخصوصاً أن تركيا لم تشارك في الأسطول الأخير (الذي كان سيبحر نحو قطاع غزة)».
كذلك شدد على أن «هناك إشارات أخرى تتيح لنا الحديث على الأقل عن محاولات تقارب، ونأمل أن ننجح»، وذلك بالتزامن مع وجود نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي موشيه يعلون في الولايات المتحدة وإجرائه محادثات مع ممثلين عن الحكومة التركية لحل الأزمة بين الدولتين.
وفي السياق ، نقلت صحيفة «هآرتس» عن الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، قوله إنه «يجب بذل جهود كبيرة من أجل المصالحة مع تركيا» وأنه «الآن بالذات هناك أهمية كبيرة لتطبيع العلاقات وإعادتها إلى سابق عهدها في أسرع وقت».
في المقابل، استمر وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، على موقفه الرافض للاستجابة لمطلب تركيا من إسرائيل بالاعتذار لها على قتل 9 نشطاء وإصابة عشرات آخرين لدى سيطرة سلاح البحرية الإسرائيلي على سفن أسطول الحرية العام الماضي.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليبرمان قوله أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست «هناك أمور نحن مستعدون لبحثها، وهناك أمور أعتقد أنه لا يمكن بحثها وأنا لست مستعداً لأن يكون هناك مسّ بالكرامة القومية الإسرائيلية، ولست مستعداً للإهانة والتخلي عن جنود الجيش الإسرائيلي». وأضاف «نحن مستعدون للتوصل إلى تسوية، لكن الاعتذار ليس تسوية، وإنما إذلال وتخلٍّ عن جنود الجيش الإسرائيلي».
في موازاة ذلك، رأى دونميز أن رئيس الوزراء التركي هو «الوحيد القادر» على إنقاذ شاليط، وسيصبح «ملكاً لإسرائيل» إذا تمكّن من إعادته إلى دياره.
وقال دونميز، الذي كان قد سلّم أردوغان رسالة من والد شاليط العام الماضي، في مقابلة مع وكالة أنباء الأناضول إن «القوة الوحيدة القادرة على التأثير على حماس هي رئيس الوزراء أردوغان»، مشدداً على أن «حماس ستتصرف باعتدال في حال التوصل إلى وساطة لتبادل الأسرى إن تدخل أردوغان كوسيط للإفراج عن شاليط»، وأنه «في هذه الحال، ستصبح إسرائيل أكثر ليونة تجاه مطالب حماس».
(يو بي آي، أ ف ب)