تواصل السلطات اليونانية حصارها لسفن «أسطول الحرية 2»، بضغط أميركي وإسرائيلي، وتحاول ثني الناشطين عن متابعة خطتهم لكسر الحصار عن غزّة، عبر الاعتقال والتضييق، لكنهم يصرّون على المتابعة، ويتصدّون للإجراءات التعسفية بالتظاهرات والإضراب عن الطعام والدعاوى القانونية. وكان اللافت، أمس، تمكّن ركاب السفينة الإسبانية من احتلال سفارة بلادهم ورفع العلم الفلسطيني عليها. أما التطور الأبرز في اليوم الخامس، فكان تمكّن السفينة الفرنسية «الكرامة» من الإفلات من خفر السواحل اليونانيين والوصول إلى المياه الدولية في طريقها إلى غزّة، لكنّ ناشطين أكّدوا أنّها قد تعود إلى فرنسا. وقال الأستاذ الجامعي الكندي دايفيد هيب، في اتصال مع «الأخبار»، إن السلطات اليونانية اعتقلت ثلاثة ناشطين، كنديين (سارة راش وسهى نين) وأوسترالي (مايكل كولمن)، كانوا على متن القارب الكندي «التحرير» الذي حاول عبور المياه الإقليمية اليونانية والتوجّه نحو غزّة لكنّ خفر السواحل منعه وأعاده إلى المرفأ. وأضاف أنّ الناشطين عُرضوا أمس أمام المحقق، ورجّح أن يحصل إطلاق سراح مشروط لنين وكولمن اللذين كانا يستقلان قاربين مطاطيين صغيرين، وتغريمهما، فيما يمكن أن تواجه راش تهماً غامضة وجدّية، لكونها المسؤولة عن سفينة المساعدة الكندية، وألا يُطلق سراحها.
كذلك أكّد أن الناشطين على متن «التحرير» يتمتعون بمعنويات عالية، رغم الخناق الذي يفرض عليهم. وأوضح أنهم قضوا ليلتهم أول من أمس من دون كهرباء أو طاقة. وشدّد على أنّ تصرفات السلطات اليونانية غير قانونية، وطالب بالسماح للأسطول بمغادرة المرفأ إلى مكان أكثر أمناً. وعن التواصل مع السفارة الكندية، قال إنهم حاولوا ذلك، لكن لم يلقوا أي ردّ حتى الآن.
ولفت هيب إلى أن الناشطين على متن السفينة الإسبانية توجّهوا نحو سفارة بلدهم في اليونان وتظاهروا أمامها، ثم احتلوا المبنى ورفعوا العلم الفلسطيني عليها.
ووسط إصرار أثينا على منع الناشطين من مغادرة المرفأ، أكّد هيب أن الجميع يطالبون بحقهم القانوني في الإبحار، ولن يستسلموا.
وبعد فشل «التحرير» مغادرة المرفأ، نجحت «الكرامة» في اختراق الحصار وغادرت المياه الإقليمية اليونانية.
ورجّح هيب أن تعود السفينة إلى فرنسا، وألا تتوجه إلى غزّة وحدها. رغم أنّ حملة «السفينة الفرنسية من أجل غزّة» قالت إنها أبحرت نحو غزّة، وتوقعت أن تصل إلى هناك في غضون يوم أو يومين. وقال المتحدث باسمها، جان كلود لوفور، إن «السفينة تمكنت من تحميل الوقود والطعام وهي متجهة نحو غزة». وأضاف «سنرسل وفداً إلى وزارة الخارجية الفرنسية لطلب الحماية. وبحسب تطورات ذلك سيكون تحركنا».
وعن كيفية تمكّن السفينة من الإفلات من السلطات اليونانية، قال لوفور «لم تُرصد، لم تكن السفينة في بيريوس، بل في مكان آخر». وتقلّ «الكرامة» 8 ناشطين بينهم زعيم أقصى اليسار الفرنسي أوليفييه بيزانسنو والنائب عن حزب الخضر نيكول كييل ـــــ نلسون.
من جهتها، أكّدت الكولونيل المتقاعدة من الجيش الأميركي، ماري آن رايت، وهي من ضمن طاقم السفينة الأميركية، لـ«الأخبار» أنّ السلطات اليونانية أطلقت سراح قبطان السفينة بعد أربعة أيام على اعتقاله. وأضافت أنّه مثل أمام المحكمة أمس ووُجّهت إليه تهم غريبة، من ضمنها مغادرة المرفأ من دون الحصول على إذن بالمرور، وتعريض أمن ركاب السفينة للخطر.
وأشارت إلى أن الناشطين على متن السفينة الأميركية يواصلون الإضراب عن الطعام والتظاهر قبالة سفارة بلادهم التي لم تتجاوب معهم أو تساعدهم، رغم الاعتقال والتضييق اللذين يعانون منهما، لأنّ الحكومة الأميركية توافق، للأسف، على خطة منع وصول «أسطول الحرية 2» إلى غزّة. وأسفت لموقف الحكومة الأميركية المتحاملة على مواطنيها. كذلك تظاهر الناشطون الأميركيون أيضاً أمام السفارة الإسرائيلية. وأوضحت أنهم تقدّموا بدعوى ضدّ الحكومة اليونانية، لأنها لا تملك أي حق في منع السفن من المغادرة، «نملك حرية التحرك بموجب القانون الدولي». ورأت أن موقف الحكومة اليونانية هذا متواطئ مع الحكومة الإسرائيلية في الحصار على غزّة.