خاص بالموقع- أشارت النتائج الأولية لانتخابات الجمعية الوطنية التايلاندية التي جرت أمس، إلى فوز مرشحي المعارضة المؤيدة لرئيس الوزراء السابق الموجود في المنفى، تاكسين شيناوترا، لتمهد بذلك لترؤس أول امرأة للحكومة المقبلة في تاريخ تايلاند، هي شقيقة تاكسين ينغلاك.
وبعد فرز 92 في المئة من الأصوات، فاز «بوا تاي» بـ260 مقعداً، ما يمثّل الغالبية المطلقة مقابل 163 مقعداً للديموقراطيين. وكان استطلاع لجامعة «سوان دوسيت» نُشر عند إغلاق مراكز التصويت قد أفاد بأن حزب «بوا تاي» بزعامة ينغلاك شيناوترا، شقيقة الملياردير تاكسين، سيحصل على 313 مقعداً نيابياً من أصل 500 في الجمعية الوطنية. وأضاف أن «الحزب الديموقراطي بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته أبهيسيت فيجاجيفا، الخصم الرئيسي لتاكسين، لم ينل سوى 152 مقعداً». كذلك أعطت استطلاعات أخرى هوامش مماثلة بين الحزبين اللذين كانا متقاربين قبل شهر.
وبدأ مؤيّدو حزب «بوا تاي» الاحتفال باكراً بالفوز على هتافات «ينغلاك رئيسة للوزراء»، فيما دعا تاكسين من منفاه في دبي في حديث للتلفزيون كل الجهات إلى احترام نتائج الانتخابات. وأضاف: «الشعب يريد المصالحة ويريد التقدم إلى الأمام. نحن لن نسعى إلى الثأر».
وبشأن خططه المستقبلية، قال تاكسين إنه يرغب في حضور زفاف ابنته في تايلاند في كانون الأول. وأضاف: «ليس بالضرورة أن أعود إلى الوطن قريباً؛ إذ بإمكاني البقاء هنا. لكني أود أن أحضر زفاف ابنتي. لا أريد أن أسبب مشكلات بعودتي».
لكن بافين شاشافالبونغبون من معهد دراسات جنوب شرق آسيا في سنغافورة، رأى «إن وطأت قدماه (تاكسين) أرض تايلاند، فقد يتهمه الجيش بالسعي إلى إثارة الشقاق بين التايلانديين»، مشيراً إلى «رد» من العسكر.
وقد فاز تاكسين وحلفاؤه في كل الانتخابات منذ 2001. لكن العسكريين طردوهم من الحكم في 2006 ثم القضاء مرتين في 2008، ما سمح بتسلم ابهيسيت السلطة على رأس ائتلاف من ستة أحزاب.
ويعيش الملياردير تاكسين في المنفى هرباً من حكم بالسجن صادر بحقه بتهمة الاختلاس المالي. وقد صودر نصف ثروته العام الماضي. ويلاحَق كذلك بتهمة الإرهاب للاشتباه في دعمه للتظاهرات ربيع عام 2010.
وكان نحو مئة ألف من «القمصان الحمر» الموالين بمعظمهم لقطب الاتصالات السابق، احتلوا آنذاك وسط بانكوك لمدة شهرين للمطالبة باستقالة أبهيسيت قبل أن يخرجهم الجيش بعد أيام عدة من التمرد. وخلفت أخطر أزمة شهدتها تايلاند في تاريخها المعاصر أكثر من 90 قتيلاً و1900 جريح. لذلك، لا يُستبعد أن تؤدي نتائج الانتخابات إلى حصول اضطرابات في البلاد.
بدورها، قالت ينغلاك إن «تاكسين اتصل هاتفياً ليهنئنا ويقول لنا إن عملاً صعباً ينتظرنا». وقالت عقب الانتخابات «الشعب منحني فرصة. سأبذل ما في وسعي من أجل الشعب».
وإن صحت التوقعات، فإن ينغلاك، سيدة الأعمال البالغة من العمر 44 عاماً، ستصبح أول سيدة تترأس الحكومة في تاريخ تايلاند.
ولم تكن ينغلاك التي يصفها تاكسين بأنها «مستنسخة عنه» تتمتع بأي خبرة سياسية، عندما دُفعت إلى المعترك السياسي قبل أقل من شهرين.
من جهة ثانية، أقرّ رئيس الوزراء التايلاندي أبهيسيت فيجاجيفا بهزيمته في الانتخابات التشريعية، وقال: «النتيجة واضحة «بوا تاي» فاز في الانتخابات والديموقراطيون هزموا»، مؤكّداً أنه يريد «الوحدة والمصالحة».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)