بينما كان وزير الخارجية الإيطالي، باولو جنتيلوني، يجول على المسؤولين الإيرانيين في طهران، وينقل إلى الرئيس حسن روحاني دعوة رئيس وزراء إيطاليا، ماتيو رينزي، إلى زيارة روما «في أقرب فرصة ممكنة»، كانت الدبلوماسية الإيرانية تستكمل التنقل في صفحات ما بعد «اتفاق فيينا» وتكشف عن زيارة ثانية سيقوم بها وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، لـ«الدول الجارة»، عقب تلك التي قادته قبل أيام «نحو الجيران في الخليج الفارسي (الكويت وقطر) وكذلك العراق، الذي يعتبر أحد حلفائنا الرئيسيين».
وعبر القناة الثانية في التلفزيون الإيراني، تحدث، أمس، مساعد الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبد اللهيان، عن الزيارة الأخيرة لظريف إلى «الجيران في الخليج الفارسي» وإلى العراق، وربط بين الإشارة إلى أنّ «على أعتاب تلك الجولة طرحت وزارة الداخلية البحرينية فجأة مزاعم كاذبة، للتأثير»، وبين التأكيد أنّ «بعض الدول الأجنبية وبعض دول المنطقة التي لا تنهج أسلوباً بنّاءً بشأن الحقائق القائمة في السياسة الخارجية الإيرانية، كامنة وراء هذه الأمور».
وأعلن عبد اللهيان أنّ تلك الزيارة ستتبعها أخرى، تُعلن تفاصيلها «خلال الأيام المقبلة».

توقيع مذكرة للتعاون الاقتصادي المشترك خلال زيارة جنتيلوني

ولم يخل حديث عبد اللهيان المتلفز من الإشارة إلى الواقع الإقليمي الجديد، خصوصاً حين أشار إلى دور بلاده في حل الأزمات القائمة. وقال إن طهران «سواء في قضية سوريا أو العدوان العسكري والخطأ الاستراتيجي السعودي في الهجوم على اليمن، قد طرحت حلولاً سياسية، ومن الطبيعي أن هذه الحلول ينبغي تحديثها وتعديلها في المرحلة الراهنة».
وتقاطع الحديث الدبلوماسي عن «تحديث وتعديل» الطروحات الإيرانية لحل أزمات المنطقة مع إعلان الرئيس روحاني في سياق حديثه، لدى استقباله وزير الخارجية الإيطالي أمس، أنه «بعد الاتفاق النووي، أصبحت المسؤولية الملقاة على عاتق إيران كبيرة، ونحن نعتزم استخدام كل طاقاتنا لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة».
وفيما أشار روحاني في حديثه إلى «التعاون الجماعي لاجتثاث جذور الإرهاب»، وكذلك إلى «المجالات (الكثيرة) المتاحة لاجتذاب الرساميل الأجنبية»، شدد من جهته وزير الخارجية الإيراني، أثناء المحادثات مع نظيره الإيطالي والوفد السياسي والاقتصادي الرفيع المرافق له، على أن «الشعب الايراني حساس» تجاه مسألة تنفيذ كامل التزامات الطرف المقابل وفقاً لـ«اتفاق فيينا».
ولفت ظريف إلى أن «التجارب التاريخية تبعث على التشاؤم، واهتمام الدول الغربية لمطالب الشعب الإيراني والسعي لتغيير هذا الانطباع... من العناصر الرئيسية لبلورة العلاقات». بدوره، أشار رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، هاشمي رفسنجاني، أثناء استقبال جنتيلوني، إلى أهمية التزام التعهدات التي نص عليها «اتفاق فيينا»، مشيراً إلى أنه مع تسلم الرئيس حسن روحاني رئاسة السلطة التنفيذية، جرى تنشيط السياسة الحقيقية لبلاده، وهي سياسة إزالة التوتر.
في جانب آخر، توصلت زيارة الوفد الإيطالي إلى توقيع مذكرة للتعاون الاقتصادي المشترك، تنص على تبادل المعلومات التجارية وإرسال الوفود التجارية والتدريبية بين البلدين. وبذلك تكون إيطاليا أول دولة أوروبية تبرم مذكرات تعاون مع ايران عقب «اتفاق فيينا».
(الأخبار، مهر، ارنا، فارس)