خاص بالموقع| واشنطن | يبدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما، اليوم، جولة أوروبية تستغرق ستة أيام، يبدأها بزيارة العاصمة الإيرلندية دبلن، والتي ستقوده إلى فرنسا، حيث يشارك في اجتماع قمة مجموعة الثماني، وسط تغيرات سياسية واقتصادية يشهدها العالم ستمثل محور مباحثاته مع الزعماء الذين سيلتقيهم في جولته. وسيجري أوباما مباحثات مع نظيرته الإيرلندية ماري مكاليز، ويلقي كلمة احتفاءً بروابط الهجرة التاريخية بين البلدين.
ويرى محللون أن القضايا التي أولتها حكومة أوباما وحلفاؤها الأوروبيون اهتماماً كبيراً في بداية فترة رئاسته الحالية، كالأزمة الاقتصادية العالمية، قد تراجعت لتحل محلها قضايا أمنية عديدة في القارة الآسيوية والمنطقة العربية، موضحة أن ملفات الحرب في أفغانستان والوضع في ليبيا والاضطرابات في سوريا والآثار الناتجة من ثورات الربيع العربي تتصدر جدول عمل أوباما خلال جولته التي ستستغرق ستة أيام، يزور خلالها عدداً من العواصم الأوروبية.

ويشير هؤلاء إلى أن تحسّن الأداء الاقتصادي في مناطق متفرقة من العالم خلال الأشهر الأخيرة، أدى إلى تراجع الملف الاقتصادي في قائمة اهتمامات الولايات المتحدة وأوروبا، مع الأخذ في الاعتبار قرب موعد انعقاد قمة الثماني الاقتصادية في مدينة دوفيل الفرنسية يوم الخميس المقبل. ومن المُنتظر أن يطالب أوباما الدول الأوروبية بالاستمرار بقيادة العمليات العسكرية في ليبيا، ومواصلة وجودها في أفغانستان، مع بدء واشنطن بسحب قواتها، وكذلك تقديم المزيد من الدعم للتحولات الديموقراطية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويجري أوباما، خلال مشاركته في قمة مجموعة الثماني في دوفيل، محادثات ثنائية مع كل من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، والفرنسي نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء الياباني ناوتو كان، والرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي، ويعمل خلال مشاركته على تنفيذ تعهداته لكل من مصر وتونس في حصولهما على دعم الدول الاقتصادية الكبرى خلال مرحلة التحول الديموقراطي التي يشهدها البلدان.

وأشار نائب مستشار الأمن القومي للشؤون الاقتصادية الدولية في البيت الأبيض، مايكل فرومان، إلى أن زعماء مجموعة الثماني سيتطرقون إلى مجموعة من القضايا السياسية والأمنية، بما في ذلك منع الانتشار النووي، وملفات كل من كوريا الشمالية وإيران والإرهاب وتهريب المخدرات والقرصنة، ومناقشة مستفيضة لتطورات المنطقة العربية، فيما ينضم إليهم وزراء من مصر وتونس.

وقالت مديرة الشؤون الأوروبية في البيت الأبيض، إليزابيث شيروود راندال، إن أحد أهداف زيارة أوباما هو «تسليط الضوء على التزامنا الدائم تجاه أوروبا، لأن أمن أوروبا وازدهارها مصلحة للولايات المتحدة».

وأضافت شيروود أن «أوروبا هي شريكنا الأساس استناداً إلى القيم التي نتقاسمها. ونحن نراقب التطورات في الشرق الأوسط كل يوم، نرى هذه القيم التي دعمت شراكتنا مع أوروبا».

وتمثل العاصمة البريطانية لندن ثانية محطات الرئيس الأميركي في جولته الأوروبية، حيث يلتقي بالملكة إليزابيث الثانية، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وسيلقي كلمة أمام البرلمان البريطاني.

ويختتم الرئيس الأميركي جولته الأوروبية في العاصمة البولندية وارسو، حيث يلتقي عدداً من زعماء دول المنطقة وأوروبا لبحث بعض القضايا المتعلقة بعلاقات تلك الدول مع روسيا، ودور دول المنطقة كنموذج (خصوصاً بولندا) في دعم التحول الديموقراطي في المنطقة العربية.