كشف قائد قوات "الباسيج" (قوات التعبئة الشعبية الإيرانية)، العميد محمد رضا نقدي، أمس، عن اعتقال جواسيس لأميركا في إيران، كانوا يتلقون الأوامر، عبر وسيط واحد، من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في الوقت الذي شيّعت فيه إيران جثمان سفيرها السابق لدى لبنان غضنفر ركن آبادي، الذي وصل إلى العاصمة طهران صباحاً، بعدما تمكنت الجهات المختصة بمساعدة عائلته من التعرف على جثمانه في السعودية، الأسبوع الماضي، بعد مضي أكثر من شهرين على فقدانه في حادثة تدافع الحجاج في منى.
وقد شيّع جثمان ركن آبادي، إلى مثواه الأخير قرب مقام "بنج تن" في شمال طهران في منطقة لويزان. وحضر مراسم التشييع والدفن عدد من مسؤولي وزارة الخارجية والحكومة إلى جانب أهله وذويه.
وفي السياق، أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري بأنه ستعلَن کيفية وفاة رکن آبادی، بعد الانتهاء من التحاليل والفحص الجيني. وقال أنصاري، في حديث على هامش مراسم استقبال جثمان ركن آبادي، إنه "بعدما جرى التأخير في مراحل تحديد هوية الفقيد رکن آبادي، تناقلت بعض وسائل الإعلام بعض الأحاديث عن کيفية وفاته، ونحن سنعلن ذلك للرأي العام بعد الانتهاء من التحاليل".
وأضاف "نخمّن أسباب وفاة الفقيد رکن آبادي، لكن الفرضية الأولی تقول إن الوفاة کانت طبيعية". وأكد أنه "کما استطعنا أن نحدد هوية رکن آبادي، من خلال إيفاد عائلته إلی السعودية، سنطبق ذلك على سائر الحجاج المفقودين في حادث منی".
واشنطن خصصت أكثر من ملياري دولار كميزانية سرية لإطاحة النظام في إيران


في غضون ذلك، أعلن قائد قوات "الباسيج" أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري "أشرف شخصياً على تخطيط وإدارة وتوجيه 34 مخططاً لإطاحة النظام في إيران"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة خصصت أكثر من ملياري دولار كميزانية سرية لإطاحة نظام الجمهورية الإسلامية". وقال محمد رضا نقدي إن "200 مليون دولار من هذه الميزانية، يجري إنفاقها بأوامر مباشرة من قبل وزير الخارجية الأميركي".
كذلك، أكد نقدي أن واشنطن بذلت محاولات لإطاحة النظام الإيراني، تزامناً مع إجرائها المفاوضات مع طهران، لافتاً في هذا السياق إلى "الاعترافات المهمة التي أدلى بها الجواسيس المعتقلون في الآونة الأخيرة".
بحسب قائد "الباسيج"، فإن "الفضاء الافتراضي والسياحة وتنفيذ أعمال الشغب في الشوارع، وخلال الانتخابات، تعد من بين هذه المخططات"، فقد لفت إلى تلقي "الجواسيس المعتقلين تدريبات لتنفيذ هذه المخططات"، وفيما أشار إلى أن "تغلغل العدو يعد الأداة الوحيدة له، بعد هزائمه المتكررة"، فقد حذر المسؤولين الإيرانيين من أن "العدو متربص لطعن النظام من الظهر".
من جهة أخرى، لفت نقدي إلى "دعم أميركا المتواصل للعصابات الإرهابية وتدريب وتزويد الإرهابيين التكفيريين في شرق البلاد". وشدد على أن "أميركا لن تتخلى عن سياسة إطاحة نظام الجمهورية الإسلامية بعد مضي 36 عاماً، وتواصل بقوة كبيرة هذه السياسة العدائية ضد البلاد".
في سياق متصل، صرح قائد سلاح البحر في الجيش الإيراني الأدميرال حبيب الله سياري بأن إيران "تتمتع اليوم بقدرة صناعة بوارج راجمات الصواريخ والغواصات، ونرصد جميع التحركات في المياه الحرة". وتناول سياري إجراءات القوة البحرية، وقال إن "القوة البحرية للجيش وسّع دائرة نشاطها إلى شمال المحيط الهندي حتى المدار 10 درجة، أي جنوب الهند وشمال الصومال". وأضاف أن "القوة البحرية اليوم، ومن خلال مرابطتها في المياه الحرة ترصد جميع التحركات وهي على جاهزية لمواجهة أي تهديد".
(الأخبار)