«في حزيران، بات علينا أن نختار بين فيروس فقدان المناعة والسرطان»، قال أحد السياسيين المحترفين الذي خسر مقعده مع هزيمة حزب «أبرا» التاريخية. في العبارة بعض المبالغة، فهي تعبّر عن تقدّم المرشحَين اللذين لا يمثلان النظام للدورة الثانية في حزيران. وكما كان متوقّعاً، حلّ اليساري القومي أونطا هومايا، في المرتبة الأولى، كما حصل في عام 2006، ونال أكثر من 31 في المئة من الأصوات. وأتى نصف المفاجأة من المرتبة الثانية التي حصلت عليها كيكو، ابنة ألبرتو فوجيموري، بأكثر من 21 في المئة من الأصوات. وحلّ ثالثاً رئيس الوزراء السابق بيدرو بولو كوزينسكي بـ 19 في المئة من الأصوات، يليه الرئيس الأسبق، أليخندرو توليدو بـ 15 في المئة من الأصوات، ثم عمدة ليما السابق، لويس كاستانييدا بـ 10في المئة. لينتقل بذلك الى الدورة الثانية، العسكري السابق أوونطا هومايا الذي تصفه الصحافة بأنه «صنيعة (هوغو) تشافيز»، رغم أن تعقيدات البيرو ومستلزمات الفوز جعلته يزيد من ذكره للرئيس البرازيلي السابق لويس أغناسيو لولا دا سيلفا كأمثولة له. وعلى عكس 2006، حاول أن يبث الطمأنينة. وفور صدور النتائج، دعا الى تشكيل «أكثرية اجتماعية». وأكّد استعداده لتقديم تنازلات. وقد يُطلب منه الآن التخلي عن مشاريعه الدستورية، وتوضيح معالم برنامجه الاقتصادي، حيث وعد بفرض ضريبة على مالكي المناجم ورفع الحد الأدنى وإعطاء ضمان الشيخوخة عن عمر 65 عاماً.
وسيواجه هومايا في الدورة الثانية، كيكو، ابنة فوجيموري، القابع في السجن لمدة 25 عاماً بعدما تسلّط على البلد بين عامي 1990 و2000. وتبلغ كيكو من العمر 35 عاماً. ودخلت عالم السياسة باكراً، في الـ 19 من عمرها، عندما أصبحت «السيدة الأولى» بعد طلاق والديها، ثم اختارت أن تبقى في البلاد بعد هروب والدها، وحافظت بكفاءة على «إرث» العائلة. نالت عام 2006 تصويتاً تاريخياً في النيابة عن العاصمة، ليما، ورفعت شعار محاربة الفساد. لم يكن صعباً تبنّي النظام لها، إذ عرفت كيف تحيّد قضية والدها عن الحملة.
يبحث هومايا، الذي نال 47 في المئة من الأصوات في الدورة الثانية عام 2006 عن حلفاء قد يجدهم في الجمهور الذي صوّت لتوليدو هذه المرّة، وأيضاً في من اعتنق نظام القيم السائد منذ سقوط «الفوجيمورية» قبل عشر سنوات، والذي لن يقبل للتصويت لخليفة فوجيموري.
على الضفة المقابلة، ستجمع كيكو كل من يخشى انهيار النظام، مع وصول اليسار لأول مرة منذ حكم الرئيس العسكري ألفارادو في السبعينيات. ولن تجد صعوبات في استقطاب سياسيي النخبة دون أن يعني ذلك أن نجاحها مضمون. وفي غياب ممثل الوسط، فإن هناك فرصة فريدة لكل من كيكو وهومايا.