تستمر حالة التوتر عالية بين ضفتي الخليج، بعدما اندلعت شرارتها مع انتفاضة البحرين، ولا تزال المناوشات الكلامية والتهديدات المتبادلة مرتفعة، الى أن ضربت أمس الساحة الرياضية وكرة القدمانتقل التوتر المرتفع بين إيران والدول الخليجية وفي مقدّمتها السعودية، الذي اندلعت شرارته في البحرين، الى الأندية الرياضية، فيما طالب نائب إيراني السعودية بالاعتذار الى الشعب البحريني بسبب ما وصفه بـ«الاحتلال».
وهدّد الاتحاد السعودي لكرة القدم بالانسحاب من بطولة آسيا، إذا لم يتلق ضمانات حماية أمنية خاصة في المباريات التي تستضيفها إيران، وذلك بعد الاعتداء على السفارة السعودية في طهران بسبب أحداث البحرين.
ولكن مصدراً مسؤولاً في الاتحاد السعودي أوضح أن إيران قدمت الضمانات الأمنية الكافية للحفاظ على اللاعبين السعوديين، الذين سيلعبون أربع مباريات مع أندية إيرانية خلال الفترة المقبلة.
وقال إن الاتحاد الآسيوي قدّم للاتحاد السعودي تلك الضمانات، وإنّ المباريات سُتلعب في أجواء آمنة.
وأضاف أن «إيران أكدت أن السكن والإقامة ستكون بعيدة تماماً عن الجماهير، وسيكون الأمن حاضراً بقوة لحماية اللاعبين السعوديين».
وكانت صحيفة «الرياض» السعودية قد نقلت عن مصادر في الاتحاد السعودي قولها إن «الانسحاب من مواجهات الأندية السعودية أمام الأندية الإيرانية التي ستقام في إيران هو القرار الذي سيعلنه الاتحاد السعودي لكرة القدم إذا لم يتمكن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من إيجاد الضمانات والحماية الأمنية للأندية السعودية الأربعة (الهلال، الشباب، الاتحاد، النصر) التي ستلعب مباريات الرد في بداية شهر أيار المقبل».
وأضافت المصادر أن الاتحاد السعودي لكرة القدم، يعكف مع نظيرة الآسيوي على إيجاد الحل لدخول ومشاركة سعودية آمنة. وقالت الصحيفة إنه يتوقع أن يتحدد القرار النهائي في غضون الأسبوعين المقبلين.
من جهة ثانية، انتقد المتحدث باسم اللجنة الخارجية في مجلس الشورى الايراني النائب كاظم جلالي، بشدّة، دول الخليج العربية التي اتهمت إيران بالتدخل في شؤون المنطقة، وذلك خلال الاجتماع الذي عقدته أول من أمس في الرياض على مستوى وزراء الخارجية.
وقال إن هذه الدول «تحاول أن توجه أصابع الاتهام الى إيران، بدلاً من اتخاذ الإجراءات المناسبة لتلبية مطالب شعوبها». وشدّد على أنّه كان الأولى بدول التعاون الخليجي «مراجعة عملها بدلاً من إصدار إعلانات انفعالية».
واتهم حكومات دول الخليج العربية بأنها «تمثّل تبعيتها للولايات المتحدة، وجبنها حيال النظام الصهيوني، شكلاً من الإهانة التي تفرضها على شعوبها»، نافياً اتهامات دول الخليج بأنها تتدخل في الشؤون الخليجية، بسبب ما جرى في البحرين والكويت، وقال إن إيران «لا تتدخل اطلاقاً في الشؤون الداخلية لجاراتها».
من جهة ثانية، طالب جلالي السعودية بالاعتذار من الشعب البحريني لأنها أدخلت قوات الى الجزيرة. وقال إن «الدخول العسكري السعودي لا الدعم الايراني للشيعة البحرينيين هو الذي يسبّب مشاكل».
وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد اجتمعت في الرياض مساء أول من أمس، وأدانت التدخل الايراني في شؤون الدول الخليجية، وتحديداً ما قالت إنه دعم لحركة الاحتجاج الشيعية في البحرين، وإنشاء شبكات تجسّس في الكويت، وهو ما نفته إيران نفياً قاطعاً.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)