خاص بالموقع - واشنطن | ندّد ممثلو أكثر من 75 منظمة ومجموعة مدافعة عن الحقوق المدنية والدينية في تظاهرة كبرى في ميدان تايم في مدينة نيويورك، باستهداف بعض عناصر اليمين الأميركي المتطرف داخل الكونغرس وخارجه، المسلمين في الولايات المتحدة، من خلال إلصاق تهمة التطرف على أنشطتهم وممارستهم لمعتقداتهم الدينية. وأعرب المتظاهرون عن تأييدهم للحقوق المدنية المتساوية.تزامن ذلك مع تنظيم الجمعية الإسلامية لمنطقة دالاس ندوة عن الحوار بين الأديان، شارك فيها رجال دين مسلمون ومسيحيون ويهود، وتحدث فيها نائب مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الأمن القومي، دينيس ماكدونو، عن الشراكة مع المجتمعات المحلية لمنع العنف المتطرف في الولايات المتحدة. وقال إنه «ينبغي عدم إطلاق وصف التطرف على أي شخص لمجرد أنه يعارض سياسات الحكومة الأميركية».
يذكر أن رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب الأميركي بيتر كينغ يعتزم عقد سلسلة من جلسات الاستماع اعتباراً من يوم الخميس المقبل، بشأن ما يزعم أنها جهود تبذل لنشر التطرف في أوساط المسلمين الأميركيين. وقال كينغ في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركي «سي إن إن» إن «الغالبية العظمى من المسلمين الأميركيين رائعون، لكن هناك محاولة فى هذه المرحلة من تاريخنا لجذب عناصر داخل المجتمع الإسلامي نحو التطرف». وقال إن «المشكلة موجودة، ومن هنا يأتي الخطر في هذا الوقت»، مضيفاً إن «المسلمين الأميركيين لا يتعاونون بما فيه الكفاية مع هيئات إنفاذ القانون لمواجهة التطرف من جانب الشباب الذين ينتمون إلى مجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة، وتشير تعاملاتى مع الشرطة فى نيويورك ومكتب التحقيق الفدرالى وآخرين إلى أنهم لا يحصلون على مستوى التعاون الذى يحتاجون إليه».
إلا أن ماكدونو أشاد بالمسلمين الأميركيين لمساعدتهم على مكافحة التطرف العنفي، وأثنى على الجالية الإسلامية لاتخاذها «موقفاً لا لبس فيه ضد الإرهاب». وقال «أرسلتم رسالة تفيد بأن أولئك الذين يرتكبون مثل هذه الهجمات المروّعة لا يمثلونكم ولا يمثلون عقيدتكم، وأنهم لن ينجحوا في تأليب المؤمنين من مختلف الأديان بعضهم ضد بعض». وأضاف «استناداً إلى ما نعرفه، لدينا بضعة مبادئ أساسية ينبغي أن تمثّل دليل عمل لما نقوم به كأفراد ومجتمعات محلية وكبلد. يجب أن نصمم على عدم تسمية شخص ما متطرفاً لمجرد معارضته سياسات الحكومة الأميركية، أو معتقداته الدينية القوية. وبموجب الدستور، لدينا حرية التعبير عن آرائنا. والحق في ممارسة معتقداتنا بحرية مع معرفتنا أنه ينبغي للحكومة ألّا تروج أو تعيق أي دين لمصلحة دين آخر».
وركّز ماكدونو على «ضرورة العمل معاً كأميركيين لتعزيز التسامح»، قائلاً إنه «من أجل حماية بلدنا لن نحوّل مجتمعات أخرى إلى شيطان بسبب تصرفات قلة، فلنتذكر أن العنف والتطرف ليسا حصراًً في دين واحد، تقع مسؤولية مواجهة الجهل والعنف على كل واحد منا». بدوره، أوضح الناطق باسم البيت الأبيض نيك شابيرو أن كلام ماكدونو لا يهدف إلى الاحتجاج على جلسات الكونغرس التي دعا إليها كينغ. وقال شابيرو إن الحكومة الأميركية تضع استراتيجية للمساعدة على وقف التطرف العنيف، وهي خطة تشمل تحالفات مع مسؤولين مسلمين محليين، وتوسيع التواصل مع المجتمعات المسلمة.