رغم أن زيارة رجب طيب أردوغان لسوريا كانت ذات طابع اقتصادي، إلا أن الأحداث الجارية في مصر ولبنان طغت على محادثاته مع الرئيس السوري، بعدما دشّن مشروع سدّ للري وتوليد الكهرباء على نهر العاصيوضع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ونظيره السوري ناجي عطري، أمس، الحجر الأساس لبناء سد الصداقة على نهر العاصي، بطاقة تخزينية تصل إلى 115 مليون متر مكعب، ومصادر مياه لري نحو 10 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية وتوليد الطاقة الكهربائية، لتزويد المناطق الحدودية المشتركة بين البلدين بالكهرباء.
ويقع المشروع بين بلدة العلاني في محافظة إدلب على الضفة اليمنى وبلدة الزيارة على الضفة اليسرى من الجانب التركي. ويبلغ طول جسم السد 580 متراً وارتفاعه 14.5 متراً.
وقال عطري، خلال وضع الحجر الأساس، إن «المشروع يمثّل خطوة أخرى من الخطوات المتلاحقة التي تعكس متانة علاقات التعاون بين سوريا وتركيا في مختلف المجالات»، وأنه «سينعش المناطق الحدودية من خلال إقامة مشاريع اقتصادية وزراعية، وجذب الاستثمارات، وتنمية الموارد المائية وإدارتها، وتوليد الطاقة الكهربائية، وإقامة المشاريع السياحية وخلق فرص عمل».
وأعرب رئيس الحكومة السورية عن تقديره «العميق لدور أردوغان ولما يبذله من جهود مخلصة للارتقاء بعلاقات التعاون بين البلدين، بما يحقق الآمال والتطلعات والمصالح المشتركة»، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية «سانا».
من جهته، أكد الضيف التركي أن وضع الحجر الأساس «يعدّ تجسيداً للأخوة السورية التركية، ويهدف إلى بناء ثقافة جديدة على قاعدة أكثر صلابة وصدقاً». وأثنى على «دور مجلس التعاون الاستراتيجي العالي المستوى بين سوريا وتركيا، وما تمخّض عنه من اتفاقيات وبروتوكولات تعاون».
ونوّه أردوغان بما اتُّفق عليه في الدورة الأخيرة لاجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي العالي المستوى بين سوريا وتركيا، الذي عُقد في أنقرة في كانون الثاني 2010، بشأن إنشاء بوابة جمركية جديدة بين نصيبين والقامشلي، وتأسيس بنك مشترك، وإنشاء مشروع القطار السريع بين حلب وغازي عنتاب، وربط شبكة الغاز الطبيعي بين البلدين، وتقديم بنك «أكزيم» التركي قروضاً لتمويل بعض المشاريع التنموية والخدمية في سوريا، إضافة إلى وضع الحجر الأساس لسدّ «الصداقة».
كذلك التقى أردوغان بالرئيس السوري بشار الأسد في حلب، وصدر عن اللقاء بيان مشترك أكد أهمية استمرار البلدين بالعمل معاً، والتنسيق من خلال الحوار الشفاف العالي المستوى بشأن مختلف القضايا.
وبحث الطرفان التطورات في مصر ولبنان، وأعربا عن أملهما بعودة الأمن والاستقرار إلى مصر، وتضافر الجهود لتجنيب الشعب المصري المزيد من المعاناة، بما يحقق مطالبه وطموحاته وإرادته. واتفقا على بذل كل جهد ممكن من أجل استقرار لبنان وأمنه وازدهاره، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية.
وشدّد الأسد وأردوغان، خلال اللقاء، على «أهمية استمرار البلدين بالعمل معاً والتنسيق من خلال الحوار الشفاف العالي المستوى في مختلف القضايا» التي تواجه المنطقة، «بغية المساهمة في إيجاد بيئة آمنة تساعد على إرساء الاستقرار وتعزيز التعاون الاقتصادي».
(الأخبار)