خاص بالموقع- واشنطن| تعهد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في بداية العام الجديد، ببذل ما يمكن للدفع بعجلة الاقتصاد إلى الأمام والتخفيف من البطالة في البلاد، فيما يأمل الأميركيون، الذين يشعرون بأنهم ضحّوا بما فيه الكفاية، أن يكون عام 2011 أفضل اقتصادياً، بعدما أنهكهم الركود الاقتصادي والأزمة المالية التي عصفت بالولايات المتحدة والعالم طوال العام الماضي.وقال أوباما، الذي يمضي إجازة في هاواي في خطابه الإذاعي الأسبوعي، أول من أمس، إن الولايات المتحدة لا تزال تصارع للخروج من الركود، لكن يبدو أن الانتعاش قد بدأ أخيراً.
وأضاف إن «أكثر مهمّاتنا أهمية حالياً هي المضي قدماً في الانتعاش. وتعهدي لكم كرئيس هو أن أقوم بكل ما يمكن لضمان نمو اقتصادنا، وخلق الوظائف، وتقوية الطبقة الوسطى. هذا هو قراري للسنة المقبلة»، مشيراً إلى أن هناك قرارات جدية أمام حكومته تتضمّن اكتشاف الطريقة الفضلى للمنافسة في الاقتصاد العالمي.
ويبدو أن الأزمة الاقتصادية أرغمت الكثير من الأميركيين على قبول وظائف بأجور أقل ممّا اعتادوه من قبل رغم أن أصحاب هذه الوظائف الجديدة كانوا موضع حسد من أولئك الذين يعانون من البطالة ويصطفون في طوابير الباحثين عن فرصة عمل تقيهم شرور البطالة.
وعن هذه القضية، تحدث أستاذ السياسات العامة في جامعة «روتغيرز»، (ولاية نيوجيرسي) كليف زوكين، قائلاً إن نسبة تصل الى نحو 70 في المئة من الأميركيين العاطلين من العمل، الذين اضطروا على مدى الأشهر الـ15 الأخيرة لقبول وظائف تختلف عن وظائفهم السابقة، قبلوا هذه الوظائف الجديدة بأجور تقل عما كانوا يتقاضونه من قبل.
وتبرهن الدراسة على أن تغيير طبيعة العمل أو المسار المهني يعني بالنسبة للأميركيين تراجعاً في مستويات المعيشة، غير أن زوكين يرى أنه «رغم أن من وجد عملاً في الأشهر الأخيرة كان موضع حسد ويوصف بأنه شخص محظوظ من جانب أولئك الذين بقوا عاطلين من العمل، فإن الحقيقة قد تكون مختلفة، لأن معظم من عملوا في وظائف جديدة قبلوا أجوراً أقل مما كانوا يحصلون عليه قبل أن تلقي بهم الأزمة الاقتصادية والمالية في مستنقع البطالة».
وتؤكد الدراسة، أن السواد الأعظم من الذين حالفهم الحظ في العثور على وظائف تنتشلهم من مستنقع البطالة في الولايات المتحدة، لا يمكن وصفهم في ظل أوضاعهم الجديدة بأنهم يشعرون بالسعادة.
وبالرغم من تقاضيهم أجوراً أقل مما يستحقونه، إلى جانب أنهم في أماكن غير مناسبة، إلا أنهم يضطرون إلى الإذعان للظروف القاسية وأن يقبلوا بهذه الأوضاع غير المناسبة حتى لا يستمروا عاطلين من العمل.
وتشير دراسة أخرى إلى زيادة اعتماد الأميركيين – في ظل تردّي الوضع الاقتصادي – إلى الاعتماد على المساعدات الغذائية للعيش في وقت ارتفع فيه عدد الأميركيين الذين يعيشون تحت خط الفقر (22 ألف دولار سنوياً لعائلة من أربعة أفراد). وقال «بنك الطعام لجنوب نيوجيرسي» في دراسته، إن عام 2010 شهد زيادة بنسبة 10 في المئة في زبائنه. ويذكر أن عدد الأميركيين الذين يعيشون تحت خط الفقر قد ارتفع في عام 2010 ليزيد على 44 مليون نسمة.