نواكشوط | وسط غموض يلف مجريات الاحداث في مالي، اعلن رئيس الوزراء المؤقت شيخ موديبو ديارا استقالته وأعضاء حكومته بشكل مفاجئ في حديث بثته التلفزيون الحكومي امس، دون أن يكشف مزيداً من التفاصيل. وجاء اعلان ديارا بعد اعتقاله على ايدي عسكريين في منزله في باماكو بأمر من رجل مالي القوي الكابتن امادو هايا سانوغو، زعيم الانقلابيين الذين يديرون البلاد منذ اطاحة الرئيس امادو توماني توريه في آذار. ونقل مقربون من ديارا المعتقل أنه فوجئ بـ 20 عسكرياً قدموا من المنطقة العسكرية كاتي، وهي الحامية القريبة من باماكو وقاعدة الانقلابيين السابقين لاعتقاله. وأضاف «قالوا له إن سانوغو طلب منهم اعتقاله».
بالمقابل، كشف المتحدث باسم الانقلابيين، باكاري ماريكو، في تصريحات للصحافيين امس أن اعتقال ديارا جاء اثناء تحضيره للسفر إلى فرنسا، مشدداً على أن ما حصل ليس انقلاباً عسكرياً، مضيفاً أن الرئيس ديونكوندا تراوري سيعين رئيس وزراء خلال ساعات. واتهم ماريكو رئيس الوزراء المعتقل بعدم التصرف كـ«رجل ملتزم بواجبه» ازاء الازمة في مالي بل بموجب «اجندة شخصية». وقال «منذ تعيينه لم يتصرف كشخص مسؤول. كل ما فعله كان لدوافع شخصية» متهماً اياه بأنه «اراد البقاء في السلطة لفترة طويلة».
بدوره، برر عضو المكتب السياسي لحزب التضامن الأفريقي للديموقراطية والاستقلال، ماسا سوكوبا، المقرب من الانقلابيين، الأزمة بين ديارا والعسكر بمحاولة الأول جلب قوات إلى مالي للتدخل العسكري في الشمال وهو ما يرفضه الجيش بقوة.
بالمقابل، دان مجلس الامن الدولي توقيف ديارا وهدد مجدداً بفرض «عقوبات محددة الاهداف» على الانقلابيين السابقين. واكد مجلس الامن في بيان «استعداده للبحث في تدابير مناسبة بينها توقيع عقوبات محددة الاهداف على اولئك الذين يمنعون اعادة النظام الدستوري ويعملون على زعزعة الاستقرار في مالي». وأضاف البيان أن استعراض القوة هذا من قبل العسكريين الماليين يخالف قرارات الامم المتحدة التي تطالب بأن «تتوقف القوات المسلحة المالية عن التدخل في عمل السلطات الانتقالية». كما طلب المجلس «بإلحاح من السلطات الانتقالية الاسراع في اعداد خارطة طريق بغية اعادة النظام الدستوري والوحدة الوطنية، واجراء انتخابات سلمية وذات صدقية بأسرع وقت». ووسط هذه التطورات أكد رئيس الوفد المفاوض لجماعة أنصار الدين في شمال مالي، عباس أغ انتالا، والموجود حالياً في بوركينا فاسو، في تصريحات لمحطة اذاعية موريتانية أن الحركة تتابع مجريات الأحداث في باماكو باهتمام شديد وتنتظر ما ستسفر عنه التطورات بعد استقالة ديارا.
وأشار أغ انتالا إلى أن أنصار الدين دخلت المفاوضات بحسن نية وتنتظر استئنافها حسب مقتضيات التوافق الذي سيسفر عنه وفد جديد إذا جاءت حكومة جديدة، مؤكداً أن الجماعة ستواصل المسار أملا في إيجاد حل للازمة في شمال مالي.