نواكشوط | وسط مخاوف من اندلاع الحرب في الجارة مالي، يبدي الموريتانيون مخاوف من التأثير الذي قد يلحق ببلادهم جراء هذه الحرب التي باتت وشيكة، بعد دعوة فرنسا مجلس الامن إلى تبني قرار بشأن التدخل العسكري في شمال مالي منتصف الشهر الحالي. وأبدى الموريتانيون مخاوفهم بعد تطورات الساعات الماضية، بالرغم من اعلان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز عدم مشاركة بلاده في الحرب التي تدق طبولها
فرنسا.
وافادت التقارير الواردة من الشرق الموريتاني أن الجيش الموريتاني رفع حالة التأهب القصوى بعد تقدم الجماعات المسيطرة على الشمال المالي واحتلالها مدينة ليره، المتاخمة للحدود الموريتانية، بعدما انسحبت منها قوات الطوارق منتصف ليلة السبت.
وفي هذه الاثناء، أفرجت السلطات الأمنية في مالي عن ثلاثة موريتانيين اعتقلتهم عدة ساعات بعد عملية استجواب وتفتيش مستفزة دون توضيح الأسباب. وقد تدخلت السفارة الموريتانية بمالي من أجل ضمان الإفراج عن الشبان الثلاثة، كما استنفرت الجالية جهودها من أجل ضمان الإفراج عنهم بسلام.
وجاء اعتقال الشبان الموريتانيين، الذين يعملون في المجال التجاري، ضمن شكوك تراود الاجهزة الامنية في مالي حول ولاء الموريتانيين وعلاقتهم بالجماعات المسيطرة على الشمال. وفي أول رد على تصريحات الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الرافضة للحرب في الشمال المالي، قال الناطق باسم كتيبة الملثمين، الحسن ولد اخليل، إنهم يعتبرون موقف ولد عبد العزيز نتيجة ضغط الشارع
الموريتاني.
وأكد المتحدث باسم الكتيبة، التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، والمتمركزة في غاوا والمناطق التابعة لها، «نحن ننتظر الأيام المقبلة وما ستحمله، إن كان الرئيس الموريتاني سيثبت على موقفه أم لا».
وعلى صعيد متصل، حث امير تنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب الاسلامي، ابو مصعب عبد الودود، من سماهم العقلاء من الشعب الفرنسي على اسقاط حكومة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كي لا تجرهم نحو حرب لن تسلم من شظاياها دول الجوار المالي، وستؤدي إلى أزمة اقتصادية خانقة في فرنسا والغرب، بحسب تعبيره.
ووصف عبد الودود، في تسجيل مصور نشرته الصحف الموريتانية الصادرة أمس الأحد في نواكشوط، الحرب المرتقبة في شمال مالي بأنها «غزو صليبي يكرس ازدواجية المعايير الفرنسية والغربية المتمثلة في هيمنة الاقوياء على الضعفاء».
ووجه عبد الودود خطابه إلى عائلات الفرنسيين المحتجزين لدى تنظيم القاعدة قائلاً إن هولاند يقع في تناقض كبير، فهو يهيئ لتدخل عسكري وهو بذلك يحفر قبوراً للرعايا الفرنسيين لدى التنظيم، مشيراً إلى أنه لو أن من بين الرهائن احد اقاربه لما خاطر بحياتهم بدخول معركة الصحراء الحارقة. وكشف امير التنظيم، في ختام تسجيله، عن امتلاك مقاتليه كميات كبيرة من الاسلحة، وتوعد الفرنسيين بأن الصحراء الكبرى ستكون مقبرة لجنودهم.
وتعارض موريتانيا والجزائر، وهما الدولتان العربيتان في الجوار المالي، عملية التدخل العسكري ضد الجماعات المسلحة، مشيرتين إلى أنها يمكن أن تسبب أضراراً لا يمكن التحكم في عقباها.
وأمام هذا الرفض يبدي الافارقة امتعاضهم من الموقفين. وقد عبّر رئيس جمهورية بنين توماس بوني ياي، الذي يترأس حالياً الاتحاد الأفريقي، عن خيبة أمل رؤساء الاتحاد من بطء تجهيز القوات العسكرية الهادفة إلى استعادة الشمال المالي.
ووسط هذه التطورات يقول القادمون من الشمال المالي إن الجماعات المسلحة باتت على استعداد تام لمواجهة التدخل
العسكري.