يبدأ الرئيس الإيراني حسن روحاني غدا السبت زيارة إلى إيطاليا وفرنسا، هي الأولى لرئيس إيراني إلى أوروبا منذ 16 عاماً، وتمثل دليلا على تحسن العلاقات منذ إبرام الاتفاق حول الملف النووي بين طهران والقوى الكبرى في تموز الماضي. وتعود آخر زيارة لرئيس إيراني إلى عام 1999 حين قام الإصلاحي محمد خاتمي بزيارة روما في آذار ثم باريس في تشرين الأول. وكان آنذاك أول رئيس إيراني يزور أوروبا منذ «الثورة الاسلامية» عام 1979.

وتستمر زيارة روحاني، أربعة ايام وستطغى عليها ملفات جيوسياسية، ولا سيما الأزمة السورية، وتجارية وكذلك دينية مع لقاء مرتقب في الفاتيكان مع البابا فرنسيس.
ورأى روحاني، في مقابلة مع صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الايطالية، أن «نقاط خلاف» لا تزال قائمة مع الولايات المتحدة رغم إبرام الاتفاق النووي. وقال إن «الأميركيين لن يرفعوا كل العقوبات لكن فقط تلك المرتبطة بالبرنامج النووي». وأضاف أن «الاتفاق النووي شيء، وعلاقاتنا مع الولايات المتحدة شيء آخر... مشاكلنا معهم تعود إلى فترة طويلة وقد بدأت مع الثورة الاسلامية»، مشيراً إلى أن الطريقة التي سيطبقون فيها الاتفاق يمكن ان تؤثر على المستقبل، و»اذا طبق بشكل جيد فانه سيخلق الظروف لبدء حقبة جديدة».
ونقلت الصحيفة عن روحاني قوله إن الاتفاق النووي يمكن أن يؤدي إلى تحسن العلاقات الأميركية - الإيرانية وإعادة فتح السفارتين الإيرانية في واشنطن والأميركية في طهران في نهاية المطاف.

لمح روحاني إلى إمكانية إعادة فتح السفارتين الإيرانية والأميركية


لكنه قال إنه ينتظر من الولايات المتحدة أن تعتذر أولا للشعب الإيراني قبل استئناف العلاقات الدبلوماسية. وحين سئل عن امكانية اعادة فتح السفارتين، قال «سيعاد فتحهما يوماً ما لكن المهم السلوك. المفتاح مع الأميركيين».
واستطرد انه اذا «عدلوا سياساتهم وصححوا أخطاء ارتكبت على مدى السنوات السبع والثلاثين هذه واعتذروا للشعب الإيراني سيتغير الموقف ويمكن ان تحدث أشياء جيدة.» وأضاف أن السلطة التنفيذية لا يمكن ان تحسم كل شيء وحدها. يجب ان يكون هناك تعاون مع النظام القضائي والتشريعي. نأمل ان يحدث هذا مستقبلا».
في هذا الوقت، أعلن مساعد وزير الطاقة الإيراني هوشنك فلاحتيان من موسكو يوم أمس، أن بلاده تأمل وصول إنتاجها من النفط إلى 4.3 ملايين برميل يومياً في 2016 حالما ترفع العقوبات الدولية عنها. وقال فلاحتيان، الذي يشارك في اجتماعات الحكومات في روسيا ضمن الوفد الإيراني، إن 1.8 مليون برميل يوميا ستتاح للاستهلاك المحلي في 2016 بينما سيجري تصدير الباقي.
وكان إنتاج البلاد من الخام قد هبط بمقدار مليون برميل يوميا منذ بداية 2012 إلى 2.7 مليون برميل يومياً، ما حرم طهران إيرادات تقدر بمليارات الدولارات من قطاع النفط.
من جهته، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن بلاده تدرس تقديم قرضين لإيران بقيمة إجمالية سبعة مليارات دولار.
وأوضح نوفاك أن مصرف فنيش ايكونوم بنك والبنك المركزي الإيراني يجريان محادثات بخصوص قرض لإيران بملياري يورو (2.1 مليار دولار) بينما تجري موسكو وطهران أيضا محادثات بشأن قرض حكومي من روسيا لإيران قيمته خمسة مليارات دولار. من جهة أخرى، أبلغ نائب وزير الزراعة الإيراني، علي قنبري، وكالة أنباء «مهر» أن إيران «توقفت عن استيراد القمح بفضل وفرة الإنتاج المحلي»، وأنها تعتزم البدء في تصدير 300 ألف طن من قمح الدوروم الصلد بحلول آذار 2016. وكانت إيران تتمتع بالاكتفاء الذاتي إلى حد كبير من القمح، ولكن قبل عقد تحولت إلى واحدة من أكبر مستوردي القمح في العالم.
(أ ف ب، رويترز، الأناضول)



أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا امانو، أنّ إيران التزمت كل تعهداتها المحددة في خطة العمل المشترك الشاملة. وأضاف في مؤتمر «الحد من انتشار الأسلحة النووية في أوروبا»، أنّ إيران «نفذت كل ما تعهدّت به في الاتفاق النووي، وتقوم الوكالة الآن بتجهيز التقرير النهائي حول موضوع PMD الأبعاد العسكرية المحتملة».
(مهر)