«فَعَلها باراك أوباما! زاد من قوة الإعصار ساندي وجعله يضرب الساحل الشرقي الأميركي ليؤدي هو دور المنقذ ويكسب الرئاسة من جديد»، تلك هي أحدث النظريات التي خرج بها بعض الإعلاميين والاختصاصيين والناشطين الأميركيين أخيراً بشأن الإعصار «ساندي» الذي خلّف عشرات القتلى ودماراً كبيراً في عدد من الولايات الأميركية حتى الآن. «مؤامرة ساندي»، هكذا سماها بعض المقتنعين بأن «الإعصار لم يكن كارثة طبيعية غير متوقعة بقدر ما هو عملية مهندسة جغرافياً».
منذ اقتراب الإعصار «ساندي» إلى السواحل الأميركية وبعد لحظات من ضربه ولايات ومدن الساحل الشرقي تحدّث بعض المعلّقين الصحافيين عن كيف سيستغلّ كلا المرشحين للرئاسة باراك أوباما وميت رومني الأمر لمصلحتهما قبل أسبوع من الانتخابات. لكن «نظرية مؤامرة» مجنونة أطلقت أخيراً على عدد من المواقع الإلكترونية الأميركية، وبينها الموقع الشهير «إنفو وورز» Infowars، تروّج لفكرة أن «أوباما هو المسؤول عن حدّة الإعصار ومساره، وقد سببه لأهداف انتخابية بحتة».
الناشط المناهض للحرب، كورت نيمو، كتب على موقع «إنفو وورز» أن «أوباما كان بحاجة إلى دفع كبير لتعويض أدائه الباهت في المناظرة الرئاسية الأولى، و«ساندي» قد تكون «الرياح الإلهية» التي ستوفّر له ذلك الدفع والدعم».
نيمو يضيف أنه «إذا ضرب الإعصار مناطق فيرجينيا وميريلاند وبنسيلفانيا ونيويورك ونيوجيرسي فستعمّ فوضى كبيرة، وستكون الفرصة الأفضل لأوباما كي يظهر قائداً حاسماً في حالات الطوارئ القصوى».
ويتابع: «وبعد العاصفة ستعمل وسائل إعلام النظام على بث البروباغندا التي يحتاج إليها أوباما لاكتساح الانتخابات بعد أسبوع على الإعصار».
لكن كيف «خلق» أوباما «ساندي»، أو كيف تحكّم بقوته ومساره كما يدّعي نيمو وزملاؤه؟
مطلقو هذه النظرية، يقولون إن الرئيس الأميركي لجأ إلى التحكّم بأحوال الطقس والمناخ، وذلك من خلال ما يعرف أميركياً بـ HAARP أوHigh ،Frequency Active Auroral Research Program أي «برنامج أبحاث الشفق الناشط العالي التردد».
وهو «برنامج أبحاث الغلاف الجوي الأيوني، وقاعدته في ألاسكا وتمّ بتمويل مشترك من «القوات الجوية الأميركية» و«البحرية الأميركية»، وجامعة ولاية ألاسكا، وداربا»، حسب تعريف موقع «ويكيبيديا». ويعمل هذا البرنامج الذي يعتمد على تقنية عالية ومتطورة، على دراسة وتحليل المجال الجوي الأيوني لتطوير تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية والمراقبة.
أصحاب نظرية «مؤامرة ساندي» يقولون إن موقع «هارب» الإلكتروني بيّن أن «الإعصار ساندي كان ناتجاً من قراءات عالية التأثير في المجال الجوي الأيوني سُجّلت على مدى أسبوع قبل وصوله إلى السواحل الأميركية». وهم يستشهدون بتصريحات مسؤولين وعلماء أميركيين عن «قدرة تغيير المناخ وخلق الغيوم والأمطار والتحكم بالأعاصير من خلال إرسال جزيئات وموجات كهرومغناطسية إلى المجال الأيوني».
نيمو وزملاؤه، ربطوا كل تلك المعلومات وتوصلوا إلى نتيجة تفيد بأن «الحكومة الأميركية تلاعبت بالمجال الأيوني لتتحكّم بقوة ساندي ومساره وتخلق ظروفاً مشابهة لحالة ما بعد إعصار كاترينا، ستصبّ بالتأكيد في مصلحة أوباما في الانتخابات بعد أيام»؛ «لأن الطقس السيئ يوم الانتخابات هو لمصلحة أوباما، ولأن أي تغيير
يطرأ في الفترة القريبة من يوم الاقتراع له نتائج سلبية على فرص رومني بالنجاح»، أضاف هؤلاء.