واجه شمال شرق الولايات المتحدة ارتباكاً وانقطاعاً في الكهرباء لفترات طويلة، بعدما غمرت المياه مساحات شاسعة منذ أن اجتاح الإعصار ساندي المناطق الساحلية التي شهدت ارتفاعاً قياسياً في منسوب البحار ورياحاً عاتية وأمطاراً غزيرة، فيما قفز عدد القتلى إلى 45 شخصاً على الأقل، وقُدّرت الخسائر بمليارات الدولارات. وقتل ساندي 18 شخصاً في مدينة نيويورك من بين 23 قتيلاً في ولاية نيويورك، بينما قتل ستة في نيوجيرسي، وحدثت وفيات في سبع ولايات أخرى.
وقالت وزارة الطاقة الأميركية، إن أكثر من ثمانية ملايين منزل وشركة في عدة ولايات من دون كهرباء بعد أن أسقطت الأشجار التي اقتلعها ساندي خطوط الكهرباء.
وعطلت العاصفة حملات انتخابات الرئاسة الأميركية قبل أسبوع من يوم الانتخاب وضربت الساحل في ساعة متأخرة يوم الاثنين الماضي، ثم حوّلت غضبها إلى الداخل واستمرت في تقدمها في اليابسة حاملة ثلوجاً وأمطاراً. كذلك أثارت تساؤلات بشأن مدى استعداد بعض الدوائر الانتخابية لأن تفتح أبوابها يوم التصويت في 6 تشرين الثاني المقبل. وغمرت المياه مناطق كثيرة من «وول ستريت» حيّ المال في مانهاتن.
ووصلت رياح الإعصار إلى اليابسة مساء الاثنين الماضي، قرب منتجع «أتلانتيك سيتي» للقمار في نيوجيرزي. وألحقت الدمار بالمنطقة السياحية جيرزي شور. وحملت المياه السيارات المتوقفة ورفعتها إلى طريق سريع مهجور.
في غضون ذلك، قالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية إن الإعصار ساندي، وهو أكبر إعصار تشهده الولايات المتحدة من حيث المساحة التي امتدت إليها الرياح، سبب ارتفاع منسوب البحار نحو 4.2 أمتار في وسط مانهاتن، مقارنة مع الرقم القياسي السابق الذي بلغ ثلاثة أمتار خلال الإعصار دونا عام 1960.
واضطرت مدينة نيويورك إلى إلغاء احتفال الهالوين الذي كان مقرراً الليلة، ويهدد ساندي أيضاً بتعطيل سباق الماراثون لمدينة نيويورك يوم الأحد المقبل.
وانقطعت الكهرباء عن المنطقة السفلى من مانهاتن، بعد أن غمرت المياه إحدى المحطات الفرعية، وقررت شركة الخدمات «كونسوليديتد اديسون» إغلاق محطات أخرى كإجراء احترازي. وعانى من انقطاع الكهرباء في المنطقة 250 ألفاً.
وقال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ: «ليس من المبالغة في شيء القول إنها مثل الصور التي شاهدناها لنهاية الحرب العالمية الثانية». وأضاف: «المنطقة كلها سُوّيت بالأرض. كل ما بقي من كثير من المنازل هو المداخن والأساسات».
وأغلقت المستشفيات في المنطقة كلها، ما اضطر المرضى إلى التوجه إلى مناطق أخرى. كذلك اضطر مستشفى نيويورك الجامعي إلى إجلاء أكثر من 200 مريض من بينهم رضّع على أجهزة تنفس صناعي في وحدة الرعاية المركزة لحديثي الولادة بعد تعطل المولدات الاحتياطية.
وألغت شركات الطيران أكثر من 18 ألف رحلة رغم أن مطارين من ثلاثة مطارات في منطقة مدينة نيويورك يعتزمان استئناف خدمة محدودة اليوم.
ويوم أمس انهمك سكان نيويورك في العمل على إعادة الكهرباء وإزالة الركام الناجم عن الإعصار، الذي خلف دماراً في مناطق بأكملها على مساره انطلاقاً من جزر الكاريبي إلى كندا، وأوقع 110 قتلى على الأقل.
وقبل أقل من أسبوع على اختيار الأميركيين رئيسهم، قرر أوباما القيام بجولة في المناطق الغارقة تحت المياه إلى جانب حاكم نيوجيرزي كريس كريستي، المناصر لخصمه الجمهوري ميت رومني.
وأعرب أوباما، الذي يواجه معركة قاسية لإعادة انتخابه في 6 تشرين الثاني المقبل، عن دعمه قائلاً: «أميركا معكم. نحن إلى جانبكم وسنفعل كل ما يسعنا لمساعدتكم في الوقوف على أقدامكم مجدداً».
قال البيت الأبيض في بيان، إن الرئيس الأميركي، سيستأنف نشاط حملته الانتخابية اليوم الخميس، بزيارة لولاية نيفادا التي تحتدم فيها المنافسة. كذلك، استأنف خصمه الجمهوري ميت رومني، حملته في فلوريدا (جنوب شرق) قبل ستة أيام من الانتخابات الأميركية.
في هذا الوقت، رُفع أمس الإنذار الذي أُعلن الاثنين الماضي بشأن أقدم محطة نووية في الولايات المتحدة بعد ساندي، ولم تعد محطة «اويستر كريك» التي بنيت في 1969 في نيوجيرزي، «تحت حالة الإنذار»، حسبما أعلنت الشركة التي تتولى تشغيل الموقع.
والإعصار ساندي الذي حرم أكثر من ثمانية ملايين منزل الكهرباء، أدى أيضاً إلى إقفال ثلاثة مفاعلات موزعة في شمال شرق البلاد، وضربها الإعصار بقوة.
كذلك، استأنفت بورصة نيويورك نشاطها أمس على ارتفاع طفيف بعد يومين متتاليين من الإقفال الاستثنائي بسبب الإعصار ساندي الذي أصاب المدينة بالشلل.
الى ذلك، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أمس، أن جمعیة الهلال الأحمر الإيراني أعربت في بیان عن «تعاطفها ومواساتها للشعب الأميركي ولذوی ضحایا إعصار ساندي». وأعلنت «استعدادها الكامل لإرسال المساعدات الإنسانیة التی تحتاجها هذه المناطق».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)