توجه أكثر من 19 مليون فنزويلي، أمس، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها ستة مرشحين، أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته هوغو تشافيز، ومرشح المعارضة انريكي كابريلس رادونسكي، وسط إجراءات أمنية مشددة نفذها 140 ألف جندي لضمان أمن الاقتراع وإغلاق للحدود مع الدول المجاورة، وهي البرازيل وكولومبيا وغويانا. وقبيل افتتاح صناديق الاقتراع، بدأت طوابير الانتظار تتشكل أمام بعض مراكز التصويت البالغ عددها 13800 في البلاد، والمزودة بأجهزة إلكترونية للتصويت توصف بأنها ضمانة لمنع التزوير، فيما لن تقفل مراكز الاقتراع ما بقي ناخب واحد ينتظر دوره للتصويت.
وقبل بزوغ فجر أمس، قام أنصار تشافيز بنفخ الأبواق في كل مكان تقريباً من العاصمة لدعوة الناخبين للتوجه بأسرع وقت إلى صناديق الاقتراع، لكي يتأكد النصر «قبل الظهر»، كما طلب تشافيز من مناصريه أثناء آخر مهرجانات حملته الانتخابية.
وتجرى الانتخابات في حضور عشرات الآلاف من المراقبين من الحزبيين وهيئات مستقلة، إلى جانب نحو مئتي «مواكب دولي» لها.
وفيما ترجّح استطلاعات الرأي فوز تشافيز، غير أن خصمه كابريليس قلّص الفارق في نهاية الحملة الانتخابية. وكعربون حسن نية، وقّع المرشحون الستة، وبينهم المرشحان الرئيسيان، في منتصف تموز، وثيقة تنص على أنهم سيعترفون بالنتائج التي سيعلنها المجلس الانتخابي الوطني الذي يضم مكتبه خمسة أعضاء منتخبين من الكونغرس الذي يهيمن عليه أنصار تشافيز.
من جهته، استبق تشافيز النتائج بتوجيهه نداءً إلى«كل الأطراف السياسية الفاعلة من اليسار واليمين والوسط لنتمكن من الاستعداد نفسياً لقبول نتائج الانتخابات الرئاسية». وأكد، في مؤتمر صحافي من قصر الرئاسة قبل يوم من الانتخابات، أن «العالم لن ينهار» أمام أي طرف، أياً تكن نتيجة هذه الانتخابات. وقال تشافيز «إنني واثق من أن كل شيء سيجري بطريقة سلمية، وأن الأطراف السياسية الفاعلة الرئيسية ستعترف» بالنتائج الرسمية التي سيعلنها المجلس الانتخابي الوطني.
وأكد تشافيز «تلقينا بالإجماع من القطاعات السياسية ورئيس المؤتمر الأسقفي ومالكي وسائل الإعلام تأكيداً لفاعلية وشفافية ومصداقية النظام الانتخابي الفنزويلي» الذي يعتمد على أجهزة إلكترونية للتصويت.
في إطار متصل، استبعد معظم المراقبين الدوليين احتمال حصول تزوير في الانتخابات الرئاسية مع توقع أن تكون النتيجة أكثر احتداماً من الاقتراعات الرئاسية الثلاثة السابقة.
وقال مدير المرصد الانتخابي الفنزويلي (منظمة غير حكومية)، ايناسيو افالوس، إن «الحكومة والمعارضة يتفقان» على القول إن «النظام الانتخابي بمجمله جيد جداً». وأضاف «حتى تقنيّو المعارضة لم يجدوا حتى الآن وسيلة للتزوير».
كذلك استبعدت المخاوف المتعلقة بسرية التصويت، وخصوصاً من قبل مركز كارتر، المنظمة الاميركية غير الحكومية المتخصصة في الإشراف على العمليات الانتخابية والتابعة للرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر.
وبالرغم من هذه التطمينات، يخشى أنصار هنريكي كابريلس أن يرفض هوغو تشافيز، الذي تحظى «ثورته الاشتراكية» بشعبية كبيرة في أوساط الطبقات الفقيرة التي تشكل الغالبية في البلاد، الاعتراف بهزيمته إذا ما خسر الانتخابات.
من جهة أخرى، أغلقت السلطات الفنزويلية حدودها أمام «الأفراد والمركبات» كتدبير أمني قبيل الانتخابات. وقال وزير الداخلية، طارق العيسمي، على حسابه في موقع تويتر، إن البلاد قررت «تقييد حركة المرور عبر الحدود اعتباراً من الساعة 12,00 من اليوم (السبت) حتى الساعة 23,59 من مساء الاحد». ونفذ الجيش هذا الإجراء على الحدود الفنزويلية مع البرازيل وكولومبيا وغويانا.
من ناحيته، أعلن وزير الدفاع، هنري رانجيل سيلفا، على موقع تويتر، «منع التجمعات العامة التي قد تؤثر سلباً على العملية الانتخابية».
(أ ف ب، رويترز)