واجهت الحكومة الإيرانية انتقادات من أعضاء البرلمان والمواطنين بسبب طريقة تعاملها مع جهود الإغاثة بعد وقوع زلزالين كبيرين في تبريز أسفرا عن مقتل نحو 300 وإصابة الآلاف في شمال غرب البلاد. وقالت وكالة الأنباء البرلمانية إن أعضاء في مجلس الشورى الإسلامي يمثلون المناطق المتضررة يشكون من نقص الخيام للناجين، وبدا رئيس المجلس علي لاريجاني مشاركاً في الهجوم. وقال لاريجاني، وهو من منافسي الرئيس محمود أحمدي نجاد، ومرشح محتمل لانتخابات الرئاسة في 2013، قوله «لا بد أن يتخذ مقر إدارة الأزمة خطوات أكبر لتبديد تلك المخاوف».
ورغم أن مسؤولين أعلنوا أول من أمس، بعد أقل من 24 ساعة على وقوع الكارثة أن عمليات البحث والإنقاذ انتهت، وأن كل الناجين أُنقذوا من تحت الأنقاض، أبدى بعض السكان عدم تصديقهم أن السلطات وصلت إلى قرى نائية جداً بهذه السرعة. وقال طبيب في مدينة تبريز لوكالة «رويترز»: «أعرف هذه المنطقة جيداً. هناك بعض المناطق، حيث توجد قرى لا يمكن حتى الوصول إليها بالسيارة. ليس من الممكن بالنسبة إليهم أن يكونوا قد انتهوا بهذه السرعة».
وأضاف الطبيب إنه «في الساعات الأولى بعد الزلزال، كان المواطنون العاديون والمتطوعون بسياراتهم هم الذين يتوجهون إلى المناطق المنكوبة. كان المواطنون العاديون هم الذين يساعدون أكثر من فرق الأزمات الرسمية».
وذكرت صحيفة «عصر إيران» المحافظة المعتدلة أنه بعد 24 ساعة كاملة على الزلزال، لم تكن فرق الإغاثة قد زارت بعض القرى بعد. وأضافت الصحيفة إن السكان «يقولون إن غالبية القرى دُمّرت، لكن لم تنصب بعد خيام، كما لم ترسل مساعدات للضحايا».
كذلك وجه طبيب في تبريز انتقادات للتلفزيون الحكومي، قائلاً: «كان منشغلاً بإحصاء عدد الميداليات التي فازت بها إيران (في الأولمبياد)... لم يكن لهم أي رد فعل لهذه الكارثة»، فيما قال لاريجاني عن التلفزيون إنه «كان من المفترض أن يظهر بصورة أفضل تعاطف البلاد مع ضحايا الزلزال».
وأصدر البيت الأبيض بياناً قال فيه إن «الشعب الأميركي يبعث بأحر التعازي إلى الشعب الإيراني لسقوط قتلى في الزلزال المأسوي في شمال غرب إيران».
وتابع البيان «نحن جاهزون لتقديم المساعدة في هذا الوقت الصعب».
من جهة أخرى، قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، إن أفول أميركا على الصعيد العالمي يشكّل مؤشراً على أن العالم يجتاز مرحلة جديدة.
وأضاف في كلمة نقلتها أمس وسائل إعلام إيرانية، إن «فشل الغرب بزعامة أميركا في الهيمنة على منطقة غرب آسيا يشكل مؤشراً آخر على مرحلة التغيير الراهنة».
وأشار الى أن أميركا باعتبارها القوة الأولى في العالم على صعد الثروة والعلم والتقنية العسكرية وغيرها «كانت تحظى بسمعة عامة جيدة لدى الشعوب على مدى عدة عقود، إلا أن هذا البلد لم يفقد سمعته فحسب، بل تحول لدى الرأي العام العالمي الى رمز للغطرسة والظلم والتدخل في شؤون الشعوب وإشعال نيران الحروب». واعتبر أن الغرب مصاب بـ«العقم في تقديم فكر جديد للبشرية».
من ناحية ثانية، ذكر تقرير إسرائيلي أن توتراً شديداً يسود العلاقات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بعد حملة إسرائيلية ضد سفر الأخير إلى طهران للمشاركة في مؤتمر دول عدم الانحياز في العاصمة الإيرانية طهران.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدرين إسرائيليين قولهما، إن التوتر بدأ في أعقاب تسريب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تفاصيل عن محادثة هاتفية بين نتنياهو وبان يوم الجمعة الماضي، طالب نتنياهو خلالها بان بعدم السفر إلى طهران للمشاركة في قمة عدم الانحياز التي تستضيفها طهران خلال الفترة من 25 حتى 31 من الشهر الحالي.
ووفقاً لبيان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في أعقاب المحادثة الهاتفية، فإن نتنياهو قال لبان إن سفره إلى طهران «خطأ كبير»، وإن زيارة طهران هي «جائزة لنظام معاد للسامية».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)