أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي، أمس، أن شعار ونداء الموت لأميركا يحظى بسند عقلاني ومنطقي قوي ومستلهم من الدستور وأفكار مبادئ تأبى الظلم والجور.
وخلال استقباله الآلاف من التلامذة والطلبة الجامعيين، عشية «اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي»، وصف خامنئي «مقارعة الشعب الإيراني للاستكبار» بأنها «منطقية وحكيمة ومرتكزة على خبرات تاريخية». وأشار إلى المشاكل والضربات التي تلقتها البلاد في التاريخ المعاصر، «بسبب الثقة بأميركا وسذاجة بعض السياسيين»، مؤكداً أن «أميركا هي أميركا السابقة ذاتها، إلا أن بعض المغرضين أو السذّج يسعون من أجل أن تنسى أو تغفل ذاكرة الشعب عن هذا العدو المتآمر، الذي يتحيّن الفرصة ليطعن في الظهر».
واعتبر خامنئي المرحلة الراهنة «مرحلة تثبيت عزم الشعب ورسم خريطة تقدم الشعب الإيراني»، مشدداً على «الأهمية القصوى لليقظة والوعي والبصيرة العامة، خصوصاً لدى جيل الشباب في هذه المرحلة». ولفت إلى أن «النقطة الأساسية في فهم وتحليل الأوضاع الراهنة، وترسيم حركة البلاد المستقبلية، هي إدراك هذه النقطة، وهي أن مقارعة الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني للاستكبار العالمي، وخلافاً لكلام البعض، لا تعتبر حركة غير منطقية أو انفعالية، بل مواجهة نابعة من العقل والخبرة وتحظى بسند علمي».

الغفلة عن
العدو الرئيس والالتهاء بالنزاعات الداخلية
خطأ فادح

وأشار خامنئي إلى عداء أميركا للثورة الإسلامية منذ الأشهر الأولى لانتصارها، وقال إنه «بعد الثورة كان الأميركيون موجودين في السفارة في طهران لفترة من الزمن، وكانوا على صلة مع الحكومة الإيرانية، إلا أنهم لم يغفلوا حتى ليوم واحد عن التآمر»، مؤكداً أن «هذه التجربة التاريخية يجب إفهامها للبعض بأن العلاقة والصداقة مع أميركا لا تؤديان إلى إنهاء عداواتها ومؤامراتها».
وأوضح خامنئي أن «الهدف من إعادة قراءة سلسلة مؤامرات الشيطان الأكبر، معرفة أميركا بصورة أدق». وقال «سعى البعض خلال الأعوام الأخيرة بصورة مغرضة وبتوجيه أميركي أو بسذاجة، عبر غضّ الطرف عن خبرات الشعب المكررة، تجميل صورة أميركا والإيحاء بأن الأميركيين كانوا أعداء الشعب الإيراني يوماً ما، إلا أنهم تخلّوا اليوم عن مؤامراتهم». وأكد أن «الهدف من وراء هذه المحاولات هو إخفاء صورة العدو الحقيقية عن الأذهان، ليواصل الأميركيون عداءهم في الخفاء ومن ثم تحين الفرص للطعن في الظهر».
وشدد المرشد الأعلى على أن «الحقيقة هي أن أهداف أميركا تجاه الجمهورية الإسلامية لم تتغير، ولو تمكنوا من تدميرها، فإنهم لن يترددوا أو يتوانوا عن ذلك لحظة واحدة». ولكنه أكد أنهم «غير قادرين على ذلك، وسيفشلون في تحقيق هدفهم هذا مستقبلاً أيضاً».
وفيما أشار إلى بعض الليونة الظاهرية من جانب المسؤولين الأميركيين في المفاوضات، فقد أضاف أن «باطن السلوك الأميركي هو متابعة الأهداف المعادية الماضية ذاتها».
وفي السياق، قال إن «أحد المسؤولين الأميركيين تحدث في المفاوضات عن الكراهية للحرب، حتى إنه بكى». وأضاف «من المحتمل أن يصدق بعض السذّج هذا الأمر، إلا أن دعم أميركا اللامحدود ومساعداتها المستمرة للكيان الصهيوني المجرم والسفاح والقاتل ودعمها للجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني، إنما تكشف طبيعتها الحقيقية وتفضح ذلك البكاء».
رغم ذلك، أشار خامنئي إلى أن «الاعتماد على معرفة عداء أميركا العميق للشعب الإيراني لا يعني غض الطرف عن نقاط الضعف الداخلية»، مضيفاً أن «لنا في تخطيط السياسات والتنفيذ والعمل والتحرك وأولوية القضايا ومجالات أخرى، نقاط ضعف يستغلها الأعداء في الكثير من الحالات».
كذلك اعتبر «الغفلة عن العدو الرئيس والالتهاء بالنزاعات الداخلية خطأً فادحاً»، موضحاً أن «البعض، بذريعة نقاط الضعف والقضايا الداخلية، ينسى العدو الخارجي».
من جهته، رأى الرئيس الإيراني حسن روحاني أن تاريخ الرابع من تشرين الثاني «مصدر التطورات في مسيرة البلاد التاريخية والتي شكلت الأساس لاستقلال البلاد ومقارعة الثورة الإسلامية للاستكبار».
وفي اجتماع المجلس الأعلی للثورة الثقافية، أشار روحاني إلى «نفي النظام الملكي البائد للإمام الخميني، في 4 تشرين الثاني عام 1964، والمجزرة التي استشهد خلالها عدد کبير من شباب البلاد في 4 تشرين الثاني عام 1978 من قبل نظام الاستبداد الملكي»، مضيفاً أن «التلامذة والطلبة الجامعيين لعبوا دوراً مصيرياً في مسار التطورات والحفاظ علی منجزات الثورة الإسلامية، خصوصاً في مرحلة الدفاع المقدس».
(الأخبار)