أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، زيارة الى مدينة أورورا في كولورادو لمواساة عائلات ضحايا المجزرة التي وقعت الجمعة، وذلك عقب تنظيف الشرطة لشقة الشاب الذي يشتبه باطلاقه النار من المتفجرات. وكان الطالب في جامعة كولورادو، جيمس هولمز (24 عاماً)، قد أقدم مساء الجمعة على إطلاق النار عشوائياً في قاعة بمجمع دور العرض «سنتوري 16 موفي ثياتر» كانت تقدم عند منتصف الليل العرض الأول لفيلم «ذي دارك نايت رايسز»، آخر حلقات ثلاثية باتمان، التي كان اطلاقها موضع انتظار ملايين المعجبين. وخلفت المجزرة نحو 12 قتيلاً و58 جريحاً داخل صالة سينما. وبحسب إفادات الشهود للشرطة، فان مطلق النار كان يرتدي معدات حماية وقناع غاز، وقد رمى قنبلة غاز أو دخان لدى وصوله الى قاعة السينما. «لقد سمع صوت صفير ثم انبعث نوع من الغاز وظهر القاتل واطلق النار»، بحسب ما روى شاهد.
وكان البيت الأبيض قد أعلن أن أوباما سيمضي نحو ساعتين في أورورا حيث «سيزور عائلات ضحايا اطلاق النار، اضافة الى مسؤولين في السلطات المحلية». وعلق أوباما حملته الانتخابية بعد المجزرة، وكذلك فعل خصمه الجمهوري ميت رومني. وفي رسالته الاذاعية الأسبوعية وعد أوباما بأن «تبذل الحكومة الفدرالية كل ما بوسعها لاحالة المسؤول عن هذه الجريمة البشعة على العدالة». وأمر بتنكيس الاعلام على المباني العامة حتى 25 تموز الحالي.
وفي آخر تطورات التحقيقات، أعلنت الشرطة أنها أنجزت سحب المتفجرات من شقة المشتبه به في أورورا. وقالت قوات الامن، في رسالة على موقع «تويتر»، انه «جرى سحب كل العناصر الخطرين» من شقة جيمس هولمز. وأبلغ هولمز الشرطة عند اعتقاله أنه قام بتفخيخ شقته، التي أُدخل اليها خبراء المتفجرات رجلاً آلياً لتفكيك المواد الخطيرة. وقال الخبراء إنها مفخخة بكميات من المواد المتفجرة والكيميائية والسريعة الاشتعال. وكانت متحدثة باسم الشرطة المحلية قد أكدت «لقد تمكنا من إزالة التهديد الأول»، مشيرة الى أن المتفجرات الأولى التي أُبطل مفعولها «كان الهدف منها القضاء على اي شخص يحاول دخول الشقة».
وفي وقت لاحق، أعلنت المتحدثة باسم شرطة أورورا السارجنت كاسيدي كارلسون، «نجحنا في تعطيل اداة تفجير ثانية. ورغم عدم التأكد إلا اننا نأمل أن نكون قد أزلنا مصادر الخطر الرئيسية الباقية. لن نعرف قبل ان ندخل الشقة». وأضافت «كل انواع المواد الخطرة لا تزال موجودة داخل الشقة. سنبقى هنا ساعات لجمع أدلة، والحد من تلك المخاطر». وحرص خبراء المتفجرات على الحفاظ على محتويات الشقة استعداداً لمحاكمة هولمز الذي سيمثل أمام القضاء اليوم صباحاً. ولا تزال دوافع الشاب مجهولة.
واشترى هولمرز أكثر من ستة آلاف رصاصة عبر الانترنت في الشهرين الأخيرين، وفق ما افادت الشرطة، كما ابتاع في شكل قانوني أربعة أسلحة ضُبطت في مكان الجريمة. وهولمز هو طالب من أبناء سان دييغو، في كاليفورنيا، ولم يكن معروفاً لدى اجهزة الشرطة باستثناء مخالفة سرعة في تشرين الأول 2011. وكان من المقرر أن يترك جامعة كولورادو، حيث يدرس علم الجهاز العصبي منذ حزيران 2011، بحسب ما أوضح متحدث باسم الجامعة لصحيفة «دنفر بوست» المحلية.
وفي صورة قدّمتها الجامعة، يبدو وجه الشاب مستديراً، وشعره أسود مشعثاً قليلاً. ووصفه مكتب التحقيقات الفدرالي «أف بي آي» بأنه رجل أبيض يبلغ طوله 1,90 متراً ولد في 13 كانون الأول 1987، ولا يتضمن سجله العدلي اشارات ذات دلالة أو ما يدل على صلته بالإرهاب.
وفي السياق، نفت شرطة كولورادو ما تردد من انباء عن وجود مشتبه فيه ثان في الهجوم الذي نفذه جيمس هولمز، مؤكدة انه لم يكن له شريك. وصرحت المتحدثة باسم الشرطة كاسيدي كارسون، في بيان لها، «وردت العديد من الانباء غير المؤكدة وغير الدقيقة عن وجود مشتبه فيه ثان». وقالت انه لن يجري الكشف عن مزيد من تفاصيل التحقيق في الحادث الآن.
ويأتي نفي الشرطة، بعدما ذكرت وسائل الاعلام ان الشرطة تبحث عن مشتبه فيه ثان ساعد هولنز في عملية القتل. وذكرت ان الرجل اتصل بالشرطة وهدد بالقيام بمزيد من اعمال العنف اذا لم يتم الافراج عن هولمز.
ومساء أول من أمس، قامت اجهزة الطب الشرعي رسميا بابلاغ اسماء الضحايا الى العائلات، واصغرهم طفلة في السادسة اصيبت والدتها بالرصاص ولا تزال في وضع دقيق في المستشفى. وقضى الشاب مات ماكوين (27 عاما) فيما كان يحمي خطيبته وفق شبكة «سي ان ان». وتراوح اعمار غالبية القتلى بين العشرين والثلاثين واكبرهم في الحادية والخمسين. واوضح بوب سنايدر، الطبيب الجراح في مستشفى اورورا، ان سبعة مصابين لا يزالون في المستشفى، بينهم اربعة في العناية المركزة.
وأثارت هذه المجزرة الجدل مجدداً حول مسألة تنظيم الأسلحة في الولايات المتحدة، التي يقال إن أوباما تجنب الخوض فيها منذ وصوله الى البيت الأبيض. وقال رئيس مركز «فايلانس بوليسي سنتر» للابحاث في واشنطن، جون ساغرمان «هناك حوادث اطلاق نار تدفع الاميركيين الى التفكير في العنف باستخدام الاسلحة النارية، وقد يكون هذا الحادث واحدا منها».
ودعا رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ المؤيد لتقييد حمل السلاح «الرجلين اللذين يتطلعان الى رئاسة الولايات المتحدة الى اعلان ما سيقومان به في هذا الصدد، لأنها بكل تأكيد مشكلة تهم البلد كله».
(أ ف ب، يو بي آي، أ ب)