احتجت السفارة الإيرانية، في صنعاء، أمس، على تصريحات للسفير الأميركي جيرالد فايرستاين، تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في اليمن، وقالت إنها محرّضة وخارجة عن العرف الدبلوماسي، مشيرة إلى أن القاعدة «صناعة أميركية». ونقل موقع «نيوز يمن» المستقل، عن السفارة الإيرانية في صنعاء، قولها إن «تحركات السفير الأميركي في اليمن تناقض البروتوكول الدبلوماسي، وتواجهها القوى السياسية والكثيرون بالرفض والاعتراض، وخاصة خلال الأشهر والآونة الأخيرة، ومنها زيارته الأخيرة لمحافظة أبين». وأضافت السفارة: «المحللون السياسيون والشعب اليمني الواعي يدركون تماماً أن الحكومة الأميركية تبحث عن ضمانة الأمن القومي لأميركا فقط، وتلعب بالورقة الأمنية في اليمن».
وتطرقت السفارة إلى مقتل المئات من المدنيين اليمنيين، وقالت إن «صورة أبعاد هذه الجنايات واضحة جداً»، مذكّرة بتصريحات للرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، ذكر فيها أن قتل المدنيين الأبرياء بواسطة الطائرات من دون طيّار هو نقيض لحقوق الإنسان.
ورأت السفارة الإيرانية أن تنظيم القاعدة هو «صناعة أميركية». وتساءلت قائلة: «إذا كانت أميركا جادة في نياتها بخلق الأمن والاستقرار، فلماذا دعمت بكل قواها ومساعداتها غير المحدودة الكيان غير الشرعي الصهيوني (في إشارة إلى إسرائيل) الذي يمثل رأس الإرهاب الحكومي في المنطقة؟».
وكان السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فايرستاين، قد اتهم إيران يوم الأربعاء الماضي خلال مؤتمر صحافي، بزعزعة الاستقرار في اليمن والعمل على عدم نجاح المبادرة الخليجية. وقال إن «نيات إيران في اليمن ليست لمصلحة البلاد، وإن دورها يسعى إلى إجهاض الاستقرار في البلد».
ومما قاله في حينه: «نرى وجود علاقة سياسية وعسكرية مع بعض فصائل الحوثيين، الأمر ذاته مع بعض المجموعات المتطرفة في الجنوب. كذلك فإننا نرى المساعدات والدعم لأنشطة القاعدة، ولهذا استنتجنا أن جهد إيران في اليمن عدائي، وتنوي تطوير علاقات مع بعض المجموعات لإجهاض الاستقرار وعدم نجاح المبادرة الخليجية».
في غضون ذلك، ناشد نائب القنصل السعودي في مدينة عدن اليمنية، عبد الله الخالدي، الذي خطفه متشددون لهم صلة بتنظيم القاعدة في اليمن، في آذار الماضي، للمرة الثانية، الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، ألا ينسى قضيته وأن يلبي مطالب خاطفيه بالإفراج عن نساء سجينات في السعودية، وهن أقارب لمقاتلين في القاعدة.
وفي شريط مصور بثّ على الإنترنت، قال نائب القنصل السعودي: «أناشدهم وأقول لهم لماذا رفضتم طلب التنظيم بإطلاق سراح النسوة من السجن؟ أنا مصيري مربوط بالحريم. أطلقوا الحريم. أنا يطلق سراحي لا تتركوني لمصيري». وأضاف: «أرجع وأقول: لا تتركوني لمصيري، فمصيري مجهول ما دامت النساء موجودات في السجن. أطلقوا الحريم يطلقوني ثاني يوم».
وتزامن التسجيل المصور مع إعلان السعودية عزمها على إعادة فتح سفارتها في صنعاء، التي أُغلقت بعد خطف الخالدي. وأشارت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» إلى اتصال هاتفي بين الملك السعودي والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أول من أمس، تخلله تأكيد من الملك أنه سيأمر في وقت قريب بفتح السفارة في العاصمة اليمنية.
وجاءت إعلان عزم السعودية على إعادة فتح سفارتها بعد خروج مسيرات احتجاجية في الأيام السابقة، تندد بسياسة العقاب الجماعي التي اتبعتها السعودية بحق اليمنيين عقب خطف الخالدي، وخصوصاً أن إغلاق السفارة السعودية أدى إلى حرمان آلاف اليمنيين أداء العمرة بعد توقف منح تأشيرات إلى المملكة.
إلى ذلك، أصيب عشرة متظاهرين بالرصاص، أمس، عندما تدخل عسكريون لمنع تظاهرة للعاطلين من العمل من التقدم نحو موقع نفطي في شرق سيئون في محافظة حضرموت.
كذلك، أصيب المسؤول في جهاز الأمن السياسي اليمني، المقدم محمد القدمي، بجروح خطرة إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها في سيارته مجهولون في العاصمة صنعاء، بالقرب من منزل الرئيس اليمني.
ورجّح المصدر أن يكون تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» وراء زرع العبوة الناسفة، وخصوصاً أن التنظيم أعلن مسؤوليته عن عدة انفجارات جرت بالطريقة نفسها التي زرعت بها العبوة الناسفة التي استهدفت المسؤول الأمني.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)