أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، سعيد جليلي، أمس، أن محادثات الجانب الإيراني مع المجموعة السداسية الدولية «تنطلق من إرادة الشعب الإيراني وقوته والمنطق والحكمة، ونحن نسير وفق هذا المنهج الذي رسمناه لدفع المفاوضات الى الأمام»، فيما تفاءل وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي بالجولة المقبلة من المحادثات النووية التي تبدأ في موسكو الاثنين المقبل. وأفادت وكالة «مهر» الايرانية للأنباء، بأن جليلي الذي كان يتحدث أمس خلال الجلسة العلنيه لمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، قدّم شرحاً مسهباً حول نتائج المحادثات في بغداد، قائلاً إن «ثمة شائعات مفادها أن المفاوضات على وشك الانتهاء، ولكن في الحقيقة إن الشيء الذي انتهى بالفعل هو الضغوط الخارجية». وأضاف أن «الطرف الآخر إذا ما أراد أن تنجح المفاوضات المقبلة، فعليه أن يترك أساليب التهديد والترهيب ويتعاون بجدية مع إيران، حيث إن لغة التهديد أصبحت غير مجدية».
وأكد جليلي أن «الدول الغربية عليها أن تدرك أنها لا تستطيع أن تتراجع الى الوراء وتنتهج الأساليب القديمة الخاطئة، لأن مثل هذه الأساليب لا تؤدي إلى نتائج إيجابية». وأشار الى رزمة من المقترحات التي قدمتها إيران الى السداسية، قائلاً «إن موضوع البحرين سيكون ضمن صلب المحادثات بين إيران والسداسية». وقدّم جليلي ومساعده علي باقري شرحاً حول اجتماعات بغداد وما تمخّض عن هذه المحادثات وجدول أعمال المفاوضات المقبلة بين إيران والدول الست في موسكو، والتي تضم كلاً من روسيا وفرنسا والصين وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا.
بدوره، أعرب وزیر الخارجیة الإیراني علي أكبر صالحي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، عن اعتقاده بأن لدى إیران وروسیا توجّهاً صائباً لتسویة الموضوع النووي خلال محادثات موسكو. وقال، مشيراً الى مفاوضات إسطنبول وبغداد خلال الفترة القريبة الماضية، إن «التقدم في كلا الاجتماعین كان في الاتجاه الصحیح»، معرباً عن أمله بأن یحقق اجتماع موسكو تقدماً بنّاءً. وأضاف «أحياناً تتباطأ العملية وأحياناً تتسارع، ولكني متفائل بصفة عامة إزاء النتيجة النهائية»، مشدداً على «أنه یتعین التحلي بالصبر والأناة إزاء هذا الموضوع».
وفي السياق، أعلن رئيس مجلس الشورى في إيران علي لاريجاني أن بلاده لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم، لكنها يمكن أن تبدي مرونة لجهة نسبته، وذلك قبل مفاوضات مع مجموعة 5+1 الأسبوع المقبل في موسكو. وصرح لاريجاني أمام النواب، خلال جلسة مخصصة للمفاوضات النووية الجارية، بأن «المجلس يقول للمفاوضين إنه لا يحق لهم تقديم تنازلات حول حقوق إيران في إطار معاهدة منع انتشار الأسلحة». وتابع «إلا أن إيران يمكنها أن تحدد كما تشاء مستوى تخصيب اليورانيوم وفقاً لحاجاتها»، ما يترك المجال مفتوحاً أمام التوصل إلى تسوية حول هذه النقطة. واتهم الغرب بـ«ازدواجیة المعاییر والسلوك المتناقض بالتعاطي مع البرنامج النووي الإیراني». ورأى «أن مشكله الغربیین الأساسیة هي أنهم یعانون من سوء الفهم».
من جهة ثانية، شدد المرجع الديني الإيراني آية الله العظمى جعفر سبحاني على توطيد الصلات بين منظمة الحج في إيران ونظيرتها السعودية، معتبراً أن توجيه الإساءة الى الزوار الإيرانيين في «الديار المقدسة»، أي مكة والمدينة، سيؤدي الى إلحاق الضرر بالسعودية، وذلك خلال استقباله الرئيس الجديد لمنظمة الحج والزيارة الإيراني أحمد موسوي، حسبما نقلت وكالة
«مهر».
(إرنا، أ ف ب، رويترز، مهر)