احتشد أكثر من مئة الف متظاهر في اسبانيا في مسيرات في 80 مدينة تحت شعار «العمل، الكرامة، الحقوق تريد تدمير كل شيء»، في وقت تشهد فيه البلاد أزمة ارتفاع في نسبة البطالة، وتزايد الاحتجاجات على سياسات الحكومة الهادفة إلى خفض معدل البطالة من خلال اقتطاعات غير مسبوقة في الميزانية وإصلاح العمل.
وفي اليونان، التي تعيش على وقع سياسة تقشفٍ شديدة، شارك آلاف الأشخاص في تظاهرات في اثينا ومدن أخرى. وجاءت هذه التظاهرات قبل خمسة أيام من الانتخابات التشريعية في السادس من ايار. وذكرت الشرطة اليونانية أن 1500 شخص لبّوا دعوة النقابات إلى التجمع في ساحة كوتزيا في وسط العاصمة أثينا، فيما شارك ألفا شخص في تجمع ثانٍ نظمته مجموعات يسارية وفوضوية في ساحة قريبة.
وقبل خمسة أيام من موعد الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية، استغل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مناسبة عيد العمال لجمع الآلاف من أنصاره في باريس، متحدياً منافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند. وفي كلمة إلى أنصاره في المناسبة، وعد ساركوزي بإقامة «نموذج اجتماعي جديد» في حال إعادة انتخابه.
ألمانيا أحيت المناسبة بمسيرة حاشدة جابت شوارع العاصمة برلين، تحولت إلى احتجاجات على سياسات الحكومة «الرأسمالية» وارتفاع الإيجارات والأسعار في ألمانيا. وشاركت لجان من منظمات حقوق الإنسان العامة في برلين في تنظيم التظاهرة ومراقبة تحركات الشرطة تجاه المتظاهرين خشية تكرر الاعتداءات التي شهدتها العاصمة الألمانية قبل سنوات.
وفي روسيا، شارك الرئيس المنتهية ولايته ديمتري مدفيديف والرئيس المنتخب فلاديمير بوتين وما يقارب 120 ألف شخص، في مسيرة النقابات العمالية الروسيّة في وسط العاصمة موسكو. وأطلق المشاركون شعارات طالبوا فيها بحماية أفضل لحقوق العمال وانتقدوا خطط الحكومة الرامية إلى تغيير نظام المعاشات التقاعدية.
وفي تركيا، اندلعت مشاجرات محدودة بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب في العاصمة أنقرة، لدى محاولة المتظاهرين اجتياز الحواجز الأمنية، في وقت أحيا فيه آلاف الأتراك في إسطنبول المناسبة، بدعوة من ستة اتحادات عمالية على وقع الأغاني ورفع الهتافات.
وفي نيويورك، أحيا محتجّو حركة احتلال وول ستريت عيد العمال باشتباكات مع شرطة نيويورك، بعد تحطيمهم نوافذ مبان في مدينة سياتل. وفي أوكلاند أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق محتجين من الحركة.
عربياً، فرّقت قوات الامن البحرينية بالقوة العشرات من المتظاهرين الذين أحيوا الأول من أيار تحت شعار «العودة للعمل حقنا»، في إشارة إلى فصل عدد من الاشخاص عن وظائفهم في البحرين على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها المملكة.
وفي تونس تظاهر 20 ألف تونسي وسط العاصمة التونسية بدعوة من «الاتحاد العام التونسي للشغل» (أكبر وأعرق مركزية نقابية في تونس) و«الجامعة العامة التونسية للشغل» و«اتحاد عمال تونس»، مطالبين بتوفير وظائف لمئات الآلاف من العاطلين من العمل في البلاد. وشاركت في التجمع منظمات غير حكومية وأحزاب سياسية بينها «حركة النهضة» الإسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس.
بدورها، أحيت ليبيا يوم العمال العالمي، وذلك للمرة الأولى، بعد إطاحة نظام معمر القذافي الذي كان يمنع إحياء هذا العيد. ومنحت الحكومة الانتقالية جميع الدوائر الرسمية في البلاد عطلة رسمية للمناسبة.
وفي العراق، شارك رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في احتفال أقيم في الشركة العامة لصناعة السيارات. وهنّأ المالكي العمال في كلمة ألقاها أمام جمع من مهندسي الشركة وعمالها، مشيراً إلى أن الاهتمام بالعمال لا يكون من خلال رفع اللافتات بل بالرعاية الحقيقية وتوفير جميع متطلبات العمل.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)