أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، أن الشروط لتسوية النزاع بين السودان وجنوب السودان بالطرق السلمية متوافرة، مشيراً إلى أن مسودة قرار مجلس الأمن الدولي بشأن السودان وجنوب السودان لا تصل إلى درجة التهديد بفرض عقوبات. وأوضح لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوداني علي كرتي الذي يزور موسكو لإطلاعها على تفاصيل الأزمة الناشة مع جوبا، أنه «ليس هناك عقوبات، ولا حتى تهديد بفرض عقوبات». لكنه أشار إلى أن مسودة القرار تطرقت إلى احتمال اللجوء إلى خطوات أخرى، بينها «إجراءات اقتصادية» بموجب البند 41 من ميثاق الأمم المتحدة إذا لم يطرأ تحسن على الوضع، مؤكداً أن «هذا البند لا يتصور أي استخدام للقوة».
ولفت لافروف إلى أن «الشروط اللازمة لتخفيف حدة التوتر بين الخرطوم وجوبا متوافرة»، مشيراً إلى أن «أول المطالب التي أصرت عليها روسيا تتمثل بالانسحاب الفوري لقوات جنوب السودان من منطقة هجليج، وهذا ما نُفّذ حالياً». وأضاف: «من المهم الآن تنفيذ المطالب الأخرى التي تضمنها بيان رئيس المجلس، والتي من ضمنها وقف العمليات العسكرية والاستفزازات والغارات الجوية، والامتناع عن التصريحات العدوانية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر وعدم مساندة المعارضة المسلحة». وأضاف: «سمعنا من زملائنا السودانيين أنهم مستعدون فوراً للبدء بالمحادثات (مع جنوب السودان)، إذا ما استجاب جنوب السودان أيضاً لهذا».
من جهته، أكد كرتي أن الخرطوم لا تستعد لشن حرب شاملة على جوبا، ولكنها «ملزمة بالرد على العدوان»، لافتاً إلى أن بين السودان وجنوب السودان مشكلات عديدة «مرتبطة بتأخير الاتفاق على مسألة الواردات النفطية ورسم الحدود وموضوع المواطنة»، مضيفاً أن «كل ذلك يؤدي إلى ازدياد التوتر بين بلدينا، ولكن ليس إلى نشوب حرب أبداً».
في هذه الأثناء، لم ينسحب توقف المعارك بين قوات الخرطوم وجوبا في هجليج على المواجهات بين الجيش السوداني ومقاتلي الحركة الشعبية لتحرير السودان _ قطاع الشمال، بعدما أوضح المتحدث باسم الحركة الشعبية، ارنو نغوتولو لودي، أمس، أن امراة وطفليها قتلوا يوم الجمعة الماضي، في قصفٍ تعرضت له قرية قرب أم درين على بعد 40 كلم جنوب شرق كاودقلي، عاصمة جنوب كردفان. وأشار لودي إلى أن المتمردين صدوا الجمعة قرب تالودي هجوماً للجيش السوداني، متحدثاً عن مقتل العديد من الجنود السودانيين. لكن الجيش السوداني نفى القصف. وتحدث في المقابل عن عملية عسكرية أتاحت طرد متمردين كانوا متمركزين حول تالودي على بعد خمسين كلم جنوب شرق أم درين.
وفي السياق، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن عدد اللاجئين الجياع الذين يفرون من المعارك في ولاية جنوب كردفان ارتفع كثيراً خلال الأسابيع الاخيرة، محذراً من أن «القادمين الجدد يعانون نقصاً في الغذاء في ظل مخاوف من عدم استطاعة البعض الوصول لمعسكر اللاجئين في منطقة يدا بعدما بدأت الامطار تهطل مع دخول موسم الخريف».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)