أكد وزير الداخلية الفرنسيى كلود غيان، امس، مقتل الشاب الفرنسي من أصل جزائري محمد مراح، المشتبه في ضلوعه بهجمات تولوز ومونتوبان في جنوب غرب البلاد، إثر اقتحام الشرطة للشقة التي تحصن داخلها في تولوز. وقال غيان إن مراح المشتبه في قتله سبعة أشخاص لقي حتفه بعدما ألقى بنفسه من نافذة شقته «وهو يطلق النار»، مؤكداً إصابة ثلاثة من أفراد الأمن، جروح أحدهم خطرة. لكن مصدراً أمنياً أكد لاحقاً مقتل مراح برصاص الشرطة، بينما كان يحاول الهروب من النافذة. وأعلن النائب العام في باريس أن مراح قتل برصاصة في الرأس. وكانت وحدات خاصة من الشرطة قد حاصرت الشقة التي تقع في الطابق الأول من عمارة سكنية بتولوز، لأكثر من ثلاثين ساعة. وقد سمعت أصوات انفجارات وإطلاق نار أثناء عملية الاقتحام. ووفقاً لتصريحات المسؤولين الفرنسيين، كان مراح قد وعد الشرطة بتسليم نفسه بعد ظهر أمس. وكان غيان قد كرر صباح امس «لدينا اولوية هي ان يتمكن من الاستسلام لنسلمه الى القضاء وبالتالي القبض عليه حيا». وتابع الوزير أن المشتبه فيه، وبعدما اعلن مرتين الاربعاء انه يريد الاستسلام ووافق على التكلم مع الشرطيين دخل في «منطق القطيعة» واعلن حتى انه «يريد الموت والسلاح في يده».
وفي خطاب ألقاه بعد قليل من انتهاء عملية الاقتحام التي قتل فيها مراح، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إجراءات زجرية ستتخذها بلاده لمقاومة نشر «أفكار متطرفة» خاصة داخل السجون وعبر الإنترنت. وقال إن أي شخص (داخل فرنسا) يتصفح مواقع تمجد الإرهاب أو تدعو إلى العنف سيعاقب. وأضاف أن العقاب سيحيق أيضا بكل من يسافر إلى الخارج ليروج بعد ذلك لأيديولوجيات تقود إلى الإرهاب.
من جهته، قال مدعي باريس فرانسوا مولان ان مراح صور الهجمات الثلاثة التي ارتكبها في 11 و15 و19 آذار ووضعها على الانترنت «لكن لا نعلم اين ولا كيف ولا متى».
وفي السياق، تبنت مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة الهجمات. وقال البيان، الذي يحمل توقيع «سرية طارق بن زياد كتيبة جند الخلافة»، انه «في يوم الثلاثاء 19 مارس انطلق احد فرسان الاسلام «اخونا يوسف الفرنسي» (...) في عملية هزت اركان الصهيو صليبية في العالم كله». الا أن يوم 19 آذار/مارس كان يوم اثنين.
واضاف البيان، الذي تم بثه على موقع «شموخ الاسلام»، الذي يبث عادة بيانات تنظيم القاعدة «اننا اذ نعلن مسؤوليتنا عن هذه العمليات المباركة، فاننا نقول بأن ما تقوم به اسرائيل من جرائم بحق اهلنا على ارض فلسطين الطاهرة وفي غزة على وجه التحديد لن يمر بدون عقاب». وقال البيان في اشارة الى منفذ الهجمات محمد مراح «نسأل الله ان يقبله»، ما يوحي بأن البيان قد يكون صيغ بعد مقتله اليوم الخميس.
الا ان البيان سحب من موقع «شموخ الاسلام» بعد فترة من بثه. وذكرت مؤسسة سايت ان البيان بقي منشوراً على مواقع اسلامية غير «شموخ الاسلام». وتم رصده على موقع «انصار المجاهدين».
وفي اطار آخر، دعا منسق مكافحة الارهاب في الاتحاد الاوروبي، جيل دو كيرشوف، امس، الدول الاوروبية الى تعزيز تعاونها في مجال مكافحة الارهاب لكي تتفادى بصورة افضل هجمات مثل التي وقعت في تولوز. واعلن للصحافيين في بروكسل ان كون الشاب الفرنسي توجه الى الخارج قبل العودة الى فرنسا «يدل على اهمية التعاون في كافة ارجاء اوروبا». وقال «يتعين علينا ان لا نكتفي بمراقبة تدفق الاموال»، مؤكداً ضرورة وضع نظام تخزين معطيات عن الركاب الذين يستقلون رحلات جوية على المستوى الاوروبي كما هو حاصل حاليا مع نظام المعطيات المطبق بين اوروبا والولايات المتحدة. واضاف «لدينا نظام تخزين معطيات عن ركاب الرحلات الجوية مع الولايات المتحدة لكن هذا النظام غير موجود في اوروبا».
(الأخبار، أ ف ب)