في مؤشّر على الانفتاح الذي أبداه المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي، بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، أعاد المرشد الرئيس الايراني الاسبق أكبر هاشمي رفسنجاني إلى رئاسة مجلس تشخيص مصلحة النظام، فيما استدعى البرلمان الايراني الرئيس محمود أحمدي نجاد للرد على استجواب غير مسبوق من جانب نواب مستائين من أدائه، ويتهمونه بسوء ادارة الاقتصاد والقيام بتعيينات «غير قانونية».
وأصدر خامنئي، أمس، مرسوماً اختار بموجبه أعضاء الدورة الجديدة للمجلس وأبقى رفسنجاني رئيساً له. وأكد خامنئي «نجاح» الدورة السابقة لمجلس تشخيص مصلحة النظام، معرباً عن الأمل بأن «يشاهد الجميع ثمار نجاح هذه الدورة في مختلف المجالات».
ويتكون المجلس من الشخصيات الحقوقية؛ رؤساء السلطات الثلاث، وفقهاء مجلس صيانة الدستور، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي، ورئيس اللجنة البرلمانية في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) المعنية بالمجلس، إضافة إلى الشخصيات الحقيقية التي ضمت رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء حسن فيروز آبادي، ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، ووزير الدفاع أحمد وحيدي.
في غضون ذلك، سأل النائب الايراني، علي مطهري، الرئيس نجاد خلال جلسة استجواب نيابية أمس، عن بقائه في المنزل عدة أيام في نيسان الماضي حين أعاد المرشد الأعلى علي خامنئي وزير الاستخبارات حيدر مصلحي، الذي كان نجاد قد عزله. وعدّ البعض اختفاء نجاد عن الأنظار بمثابة احتجاج على قرار المرشد الأعلى. ورد الرئيس الإيراني على السؤال بالقول «نجاد في المنزل يستريح. طلب مني بعض أصدقائي مراراً أن أستريح. في هذه الحكومة لم يتوقف العمل قط ولو ليوم واحد». وهوّن الرئيس من أمر استدعائه، وقال إن هذا من حق البرلمان وإنه ليس أمراً خارجاً عن النطاق الطبيعي. وأضاف، في إشارة إلى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، «كنت مستعداً للرد على أسئلة قبل الانتخابات. لكني رأيت أن هذا ربما يؤثر على نتائج الانتخابات على نحو يلقى علي اللوم فيه، أنا أسهل من يمكن إلقاء اللوم عليه».
وبعدما دام الاستجواب نحو ساعة وشمل اسئلة عن توجيه تمويل مشروع تمديد شبكة مترو طهران على نحو غير سليم وصحة أرقام حكومية تظهر توفير 1.6 مليون وظيفة في 2009 و2010، ظل عدد كبير من أعضاء البرلمان غير مقتنعين بردود نجاد. ونقلت وكالة الانباء المختصة بالشؤون البرلمانية عن محمد تقي رهبر قوله «ردود نجاد على استجوابات النواب كانت غير منطقية وغير قانونية وبدت كمحاولة لتفادي الرد عليها. استهزأ نجاد بنبرته الساخرة بأسئلة النواب وأهان البرلمان».
من جهة ثانية، أفادت صحيفة «كومرسانت» الروسية، أمس، نقلاً عن دبلوماسي روسي رفيع المستوى، بأن «المفاوضات المقررة في نيسان بين إيران والمفاوضين الدوليين الستة هي الفرصة الأخيرة امام طهران لتفادي الحرب. وطلبت (وزيرة الخارجية الاميركية) هيلاري كلينتون من (نظيرها الروسي) سيرغي لافروف ابلاغ هذه الرسالة الى السلطات الايرانية»، وذلك خلال محادثات أجرتها معه الاثنين الماضي في نيويورك بعد اجتماع لمجلس الامن الدولي.
وأقر نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف بأن الوضع في شأن الملف الايراني يتفاقم. وقال للصحيفة «يجدر عدم التحدث اطلاقاً عن الفرصة الاخيرة. كل شيء يتوقف على الارادة». وتابع «اننا نشهد بالتأكيد تصعيداً، وعلى الذين يدعون إلى اللجوء الى السلاح ضبط انفسهم والعمل على ايجاد حل دبلوماسي». وقال مصدر في وزارة الدفاع الروسية «لدينا خطة تعبئة» لمواجهة تدفق محتمل للاجئين في حال مهاجمة ايران.
من جهته، أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو، أن المحادثات قد تجرى في مطلع نيسان في اسطنبول.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)