أعلن رئیس منظمة الطاقة الذریة الإیرانیة، فریدون عباسي دواني، أن بلاده حققت إنجازات كبيرة في مجال الطاقة النووية وباتت تمتلك الدورة الكاملة للوقود النووي، فيما ذكر الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز أن اسرائيل ليست بحاجة «إلى نقاش علني» قبل ان تشن ضربة عسكرية على ايران، مكرراً القول ان كل الخيارات تبقى على الطاولة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا)، أمس، عن دواني قوله إن ايران «حققت بفضل عزیمة شبابها الأكفاء انجازات كبیرة في مجال الطاقة النوویة السلمیة»، مضيفاً أن «ایران تمتلك حالیاً بفضل جهود العلماء الإيرانيين الدورة الكاملة للوقود النووي». واشار الی نشاطات محطة بوشهر الكهرو ــ ذرية، وقال إن هذه المحطة ستؤمن للبلاد خلال الصیف المقبل 1000 میغاواط من الطاقة الكهربائیة.
وفي فيينا، قال ممثل إیران لدى الوكالة الدولیة للطاقة الذریة، علي أصغر سلطانية، في حدیث مع وكالة «إرنا» الايرانية للأنباء، إن «أميركا حاولت منذ ستة أشهر أن تستصدر قراراً ضد ایران، الا ان مجلس المحافظين الذي اجتمع هذا الاسبوع في مقر الوكالة في فيينا، اكتفى ببیان صدر عن الدول الست یدعو الى تعاون ایران مع الوكالة، وهذا الامر یُعتبر فشلاً للدبلوماسیة الأميركیة أمام الدبلوماسیة الایرانیة».
اما الرئيس الاسرائيلي، شمعون بيريز، فقد قال في كلمة أمام حشد في بيفرلي هيلز التابعة للوس انجليس الأميركية، «اعتقد ان علينا أولاً أن نختبر العقوبات وبعد ذلك سنرى»، لافتاً الى أنه «في حالة جنوب افريقيا أعطت العقوبات نتيجة» وكذلك الى حد ما في ليبيا واوكرانيا. وتابع «اذا كان علينا الاختيار، فلنبدأ بالخيار غير العنيف. والقول بوضوح ان كل الخيارات الاخرى مطروحة على الطاولة».
وحول التهديدات بشن ضربات عسكرية على ايران، قال بيريز «لا اعتقد ان علينا اجراء نقاش علني قبل» القيام بذلك.
في هذه الاثناء، قدَّر مسؤول أمني اسرائيلي رفيع المستوى، بأن زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة أجَّلت العملية العسكرية ضد ايران، مضيفاً أن الرئيس الاميركي باراك أوباما أوضح لنتنياهو أن الولايات المتحدة لا تؤيد في هذه المرحلة تنفيذ الخيار العسكري بهدف كبح البرنامج النووي الايراني. في المقابل أشار مصدر في مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية الى أن «أهمية الزيارة في واشنطن كانت التوافق على أنه يحق لاسرائيل اتخاذ قرار الهجوم بنفسها».
من جهة اخرى، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول اسرائيلي قوله إن الصور التي التقطها القمر التجسسي لموقع بارشين العسكري في ايران، أثارت شكوكاً حول امكانية أن يكون البرنامج النووي الايراني «غير سلمي».
واضافت الصحيفة ان احدى دول اعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية قدمت صوراً تظهر شاحنات ومركبات تتحرك على الارض عند موقع بارشين، حيث احتمل البعض ان تكون تلك الشاحنات تنقل المواد المشعة التي نتجت من الاختبارات النووية.
من ناحية ثانية، قال الرئيس السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي مئير داغان إنه يعارض في الوقت الحالي شنّ ضربة إسرائيلية ضد إيران.
واضاف، في مقابلة مع قناة «سي بي أس» الأميركية، أن «مهاجمة إيران قبل أن تستكشف كافة المقاربات الأخرى ليست بالطريقة الصحيحة
للتصرف».
ولفت الى أن النظام في إيران «منطقي جداً.. وقد لا يكون الرئيس محمود أحمدي نجاد منطقياً حسب المعايير الغربية، ولكن أعتقد أنه منطقي». وقال إن الإيرانيين «يدرسون كل عواقب أعمالهم».
في هذا الوقت، أعلن نائب رئيس أركان عمليات القوات الجوية في الجيش الأميركي، الجنرال هربرت كارلايل، أن قنبلة خارقة للتحصينات تزن 13600 كيلوغرام ومصممة لتدمير الخرسانة قبل أن تنفجر، هي «سلاح عظيم» يمكن أن تستخدمه القوات الأميركية اذا تطور الخلاف مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وقال كارلايل إن القنبلة التي بدأ الجيش تسلمها العام الماضي، والتي يمكن ان تخترق تحصينات خرسانية سمكها 65 متراً - جزء من الترسانة الأميركية المتاحة لشن غارات على دول مثل إيران التي لديها بعض المنشآت النووية المدفونة تحت الأرض. وبدأ «البنتاغون» ببحث الخيارات العسكرية اذا فشلت العقوبات والقنوات الدبلوماسية في منع طهران من تصنيع سلاح نووي.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز،
يو بي آي، إرنا)