أعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، أمس أن طهران ستبدأ في «المستقبل القريب» تخصيب اليورانيوم في منشأة داخل جبل بالقرب من مدينة قم (وسط)، فيما تجددت لهجة التصعيد حول هرمز، بعد إعلان ايران عن مناورات جديدة الشهر المقبل «للتمكن من إغلاق مضيق هرمز في أسرع وقت ممكن».
وفي ما يتعلق بتطورات الصناعة النوويّة، أعلن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، فريدون عباسي دواني، أن «محطة فوردو النووية للتخصيب (الكائنة في جبل بالقرب من مدينة قم جنوبي طهران) ستعمل في المستقبل القريب».
ونقلت صحيفة «كيهان» عن دواني قوله إنّ اليورانيوم المخصّب لدرجة نقاوة 3.5 في المئة وأيضاً 20 في المئة من الممكن أن يجري إنتاجه في الموقع.
وأكد أن منشأة فوردو محصّنة جيداً أمام أي ضربة محتملة، وخصوصاً أمام القنابل المختلفة، حيث تقع تحت الأرض ولا يمكن الوصول إليها.
وأعلن دواني، في الوقت نفسه، وصول أول شحنة من الوقود المخصّب بدرجة 20 في المئة إلى مفاعل طهران قبل ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في شباط المقبل.
في هذه الأثناء، ذكر مسؤول غربي أنه مع بدء تشغيل «فوردو» تبعث إيران برسالة سياسية «تصعيدية»، تظهر أنها لن تذعن للمطالب الدولية بتعليق تخصيب اليورانيوم، وهو النشاط الذي من الممكن أن تكون له استخدامات مدنية وعسكرية.
وكان الملف النووي الإيراني موضوع مباحثات بين مسؤولين سعوديين ويابانيين في الرياض أمس، حسبما ذكر متحدث باسم وزير الخارجية الياباني كونتشيرو غيمبا.
في غضون ذلك، تجددت أمس لهجة التصعيد بين واشنطن وطهران حول مضيق هرمز، حيث أعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، أن الولايات المتحدة «سترد» اذا ما سعت إيران الى إغلاق مضيق هرمز. وقال بانيتا، في برنامج «واجه الأمّة» لشبكة «سي بي اس» التلفزيونية، «كنا واضحين جداً عندما قلنا إن الولايات المتحدة لن تسكت على إغلاق مضيق هرمز. إنه خط أحمر آخر بالنسبة إلينا، وسنرد على ذلك».
من جهته، رأى رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال الأميركي، مارتن ديمبسي، أن ايران قادرة على اغلاق مضيق هرمز، مؤكداً في الوقت نفسه أنه سيكون «عملاً لا يمكن السكوت عليه». وأضاف ديمبسي محذراً «سنتحرك وسنعيد فتح المضيق» إذا جرى إغلاقه.
وكان عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) اسماعيل كوثري، قد أعلن أن المناورات المقبلة للحرس الثوري، التي ستجرى في مضيق هرمز في شباط المقبل، ستضاعف من استعداد القوات المسلحة، لتتمكن من اغلاق مضيق هرمز «في أسرع وقت ممكن عند الضرورة».
ونقل تلفزيون «برس تي.في» الرسمي الإيراني عن قائد البحرية في الحرس الثوري الإسلامي الأميرال علي فدوي، أن المناورات ستكون «مختلفة مقارنة بالتدريبات السابقة التي أجراها الحرس الثوري الإيراني».
وفي السياق، قال دبلوماسيون ومصادر صناعة النفط لوكالة «رويترز»، إن مديرين رفيعي المستوى في وكالة الطاقة الدولية ناقشوا يوم الخميس الماضي خطة طوارئ لاستخدام كمية كبيرة من مخزونات الطوارئ للتعويض تقريباً عن كل نفط الخليج، الذي سيُفقد إذا أغلقت إيران مضيق هرمز.
وتقول الخطة إن أقصى كمية يجري إطلاقها ـــــ وهي 10 ملايين برميل يومياً من النفط الخام، ونحو أربعة ملايين برميل يومياً من منتجات التكرير ـــــ يمكن الاستمرار في تنفيذها خلال الشهر الأول من الجهد المنسق. وقال دبلوماسي أوروبي لـ «رويترز» «سيكون هذا رداً ضرورياً ومعقولاً على إغلاق المضيق. ولن يستغرق تنفيذه وقتاً طويلاً إن اقتضت الحاجة ذلك. ومن المستبعد أن يكون مثار جدال وخلاف بين أعضاء الوكالة».
إلى ذلك، غادر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس طهران في جولة تستمر خمسة أيام وتشمل أربعة بلدان في أميركا اللاتينية، هي فنزويلا ونيكاراغوا وكوبا والإكوادور. وقال نجاد، قبل مغادرته طهران متوجهاً الى فنزويلا، إن «علاقاتنا مع دول أميركا اللاتينية جيدة جداً وتتطور. ثقافة شعوب هذه المنطقة ومطالبها التاريخية مشابهة لمطالب الشعب الإيراني. إنها شعوب ترفض الاستعمار، لذلك تقاوم نظام الاستكبار (الولايات المتحدة)». وقد دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، «دول العالم أجمع، وعلى نحو واضح جداً، إلى أنه ليس الوقت المناسب لتعزيز العلاقات الاقتصادية، أو المرتبطة بالأمن مع إيران».
(أ ف ب، مهر، يو بي آي، رويترز)