قد يكون ممثل بنسلفانيا السابق في مجلس الشيوخ، ريك سانتوروم، حلّ ثانياً في الانتخابات التمهيدية (كوكوس) الجمهورية، التي جرت في ولاية ايوا الثلاثاء، لكنّه برأي جميع المراقبين الرابح الأكبر من السباق الأول لاختيار المرشح الجمهوري لمنافسة باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني المقبل.فسانتوروم (25 في المئة من الأصوات) استطاع هزيمة رئيس مجلس النواب الأسبق نيوت غينغريتش (حلّ رابعاً بـ13 في المئة من الأصوات)، وهو الاسم الأبرز بعد الرابح الرسمي ميت رومني (25 في المئة من الاصوات)، والسيناتور رون بول (حلّ ثالثاً مع 21 في المئة من الأصوات). ثمانية أصوات فقط، أمنت للمرشح في 2008 ايضاً، ميت رومني الفوز على الشاب سانتوروم. هكذا تمكن حاكم ماساشوستس السابق من اكتساب زخم معنوي، لكون آيوا من الولايات التي خسر فيها في الانتخابات السابقة أمام جون ماكاين.
لكن السؤال هو هل سيتمكن سانتوروم من أن يستثمر نجاحه هذا في المرحلة المقبلة من الانتخابات، في ولاية نيوهامبشاير الثلاثاء المقبل، وبعدها في ساوث كارولاينا ولويزيانا وفلوريدا، بحلول نهاية الشهر الحالي؟ فهو استطاع قبل اسابيع من انتخابات الثلاثاء أن يبقى بعيداً عن الأنظار ويعمل مباشرة مع الناس، وكان متخلفاً في النقاط والتبرعات، ليبرز قبل أيام فقط. لكن قربه ذاك من الناس، لن ينفعه في نيوهامبشاير التي تعد تقدمية اكثر من آيوا، وسانتوروم محافظ اكثر من اللزوم بالنسبة لناخبيها.
من أهم الخاسرين في المرحلة الاولى كانت النائبة ميشيل باكمان التي حلت في المركز السادس ما قبل الأخير، مع خمسة في المئة فقط من الأصوات، ما جعل مدير حملتها الانتخابية السابق، إد رولينز، ينصحها بالانسحاب مبكراً. أمر من المرجح أن يعلنه حاكم تكساس الحالي، ريك بيري، الذي حل في المركز الخامس بعشرة في المئة فقط، إذا لم يتمكن من تحسين موقعه في الاستحقاقين المقبلين. أما حاكم يوتاه السابق جون هانتسمان الذي حل في المكز السابع والاخير، فقد اعتبر أنّ النتيجة التي حققها (1 في المئة من الأصوات) غامضة جداً، وغير مفهومة له.
لكن الرابح الأكبر من معركة آيوا، بنظر العديد من المراقبين، هو الرئيس الأميركي باراك أوباما. فخلال المناظرات التي سبقت يوم الانتخابات كشف المرشحون السبعة عن أسوا ما فيهم، من خلال هجومهم بعضهم على بعض، ما سيجعل الناخبين المستقلين يفكرون مرتين قبل معاقبة أوباما في السادس من تشرين الثاني المقبل، والاقتراع لمنافسه الجمهوري. فقد بدا المتنافسون يتصارعون على من يبدو أكثر ايماناً من الآخرين، مقابل ما انتشر من أخبار عن الأموال الطائلة التي صرفت على الحملات الدعائية التي استهدفت الخصوم. وفي المحصلة تبدو مجموعة المرشحين الجمهوريين ذات مشاكل متعددة: فنيوت غينغريتش الذي يعتبر نفسه الأبرز لمقارعة أوباما، غائب عن الأضواء منذ سنوات، فيما رون بول كبير جداً (لكن يتمتع بشعبية بين الشباب الجمهوريين رغم تجاوزه السادسة والسبعين من العمر)، أما سانتوروم فهو الأكثر يمينية بين المرشحين كلّهم. المرشحون الجمهوريون اليوم هم نجوم الحزب الحاليون، لكنّهم لم يستطيعوا جذب سوى 118000 ناخب يوم الثلاثاء. رقم اقل من انتخابات 2008 حتى، لكن الاختبار الحقيقي سيكون في الاسابيع المقبلة.