انطلقت في ولاية أيوا الأميركية، أمس، الانتخابات الرئاسية، بعدما أدلى الناخبون الجمهوريون بأصواتهم لاختيار مرشحهم لسباق البيت الأبيض. ويعدّ المرشح ميت رومني الأوفر حظاً بحسب استطلاعات الرأي. ويجري الاقتراع عبر ما يسمى مجلس الناخبين «كوكوس»، حيث يجتمع الناخبون في أقبية الكنائس وقاعات محاضرات المدارس وحتى في بعض الدور الخاصة في الولاية الريفية (1774 مجلساً انتخابياً) لإجراء أهم وأغرب مراحل الانتخابات. ويعلن الناخبون صراحة عبر هذه الاجتماعات («تجمعات للجيران»)، التي تتضمن خطابات للمرشحين، تأييدهم للمرشح الذي سيواجه باراك أوباما في الانتخابات التي تتزامن مع أول يوم ثلاثاء من شهر تشرين الثاني، بما أن الديموقراطيين حسموا أمرهم في ترشيح الرئيس الديموقراطي الحالي لولاية ثانية. وقد أمضى المرشحون الجمهوريون، ميت رومني ورون بول وريك سانتوروم وميشال باكمان ونيوت غينغريتش، الكثير من الوقت في هذه الولاية لجذب الناخبين استعداداً لهذا اليوم. ويعيش في أيوا ثلاثة ملايين نسمة، لكن ناخباً واحداً من أصل خمسة جمهوريين مسجلين فيها سيشارك في تجمعات الناخبين، ما يعني 4 في المئة فقط من سكانها. وقد شارك في تجمعات الناخبين في أيوا عام 2008، أقل من 120 ألف شخص. ويعدّ المرشح ميت رومني الأوفر حظاً للفوز في الاقتراع الحزبي. وقد هاجم مساء أول من أمس، في ملايف قرب دي موين، الرئيس أوباما مجدداً، وتجاهل خصومه الجمهوريين، وقال إن «هذا الرئيس لم يسبب الانكماش الاقتصادي، لكنه جعله أسوأ».
ويفيد معدل استطلاعات للرأي أجراها أخيراً موقع «ريلكليربوليتيكس» بأن رومني سيحصل على 22,8 في المئة من الأصوات الجمهورية، متقدماً على رون بول (21,5 في المئة) وريك سانتوروم (16,3 في المئة) المسيحي المحافظ الذي سجل صعوداً مفاجئاً في الأيام الاخيرة. لكن عدد الناخبين المترددين لا يزال كبيراً، و41 في المئة يمكن أن يغيروا رأيهم، بحسب استطلاع لصحيفة «دي موين ريجستر».
وتشهد هذه الولاية عادةً معارك مفصلية بين المرشحين، تحدّد من سيدخل إلى البيت الأبيض أو إلى المنافسة النهائية مع مرشح الجمهوريين. ففوز أي مرشح في أيوا لا يضمن اختياره في النهاية، لكنه يزيد من فرص نجاحه. أما الفشل، فقد يقضي على أي فرصة له بالفوز.
ويؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة أيوا تيم هاغل أن «أيوا مهمة لأنها تشكل أول اختبار كبير لشعبية المرشحين». ويوضح أن «هذا يعطي فكرة للمرشحين أيضاً عن مدى قدرتهم على تنظيم حملة ناجحة». لكن هناك من يقول إن أيوا التي تضم نسبة سكان بيض تفوق 91 في المئة، لا تمثل مزاج الشعب الأميركي عامة، إضافة الى كونها الولاية الأكثر ريفية وتديناً من مجمل أنحاء البلاد.
ودعت صحيفة «نيويورك تايمز» الأسبوع الماضي إلى «تجاهل أيوا من دون أي حرج»، نظراً إلى عدد الناخبين الصغير المشاركين في «الكوكوس». وكتبت «يأمل الجمهوريون الحصول على أكثر من 100 ألف مشارك. وهذا عدد مماثل لسكان بومونا في ولاية كاليفورنيا».
وبعد أيوا ونيو هامشير، التي تقترع في العاشر من كانون الثاني، ستجرى انتخابات تمهيدية في كارولاينا الجنوبية في 21 كانون الثاني، ثم فلوريدا في 31 من الشهر نفسه. وفي السادس من آذار المقبل، ستجرى انتخابات في نحو عشر ولايات في يوم يسمى «الثلاثاء الكبير».
(أ ف ب، يو بي آي، أ ب)