أكد قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، اللواء قاسم سليماني، ان الولايات المتحدة كاذبة في مقولة «الخيار العسكري لا يزال على الطاولة»، في وقت اتفق فيه وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، ومنسقة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، على استئناف المفاوضات النووية على مستوى الخبراء عقب عطلة رأس السنة الميلادية. وفي كلمته خلال حفل تأبيني إحياءً لضحايا الحرب العراقية الايرانية في مدينة سيرجان في محافظة كرمان (جنوب)، أمس، قال اللواء سليماني إن «الولايات المتحدة كانت تتشدق في الماضي بقدرتها السياسية والعسكرية والاقتصادية؛ لكنها باتت اليوم اكبر دولة مثقلة بالديون في العالم».
ولفت الى خياريها العسكري والسياسي، قائلاً إن «الولايات المتحدة فشلت في كل حرب خاضتها ضد اي بلد، كما انها مرفوضة في انحاء العالم سياسياً، وفيما كانت تعد اكبر قدرة في العالم اضحت اليوم تعيش الانهيار على كافة الصعد».
وأكد سليماني ان «واشنطن تكذب حينما تزعم انها ارغمت ايران على الجلوس الى طاولة الحوار عبر الحظر والتهديد، أو عندما تدعي ان النظام الإسلامي أصبح ضعيفا»ً. في هذا الوقت، بحث وزير الخارجية الايراني مع نظيرته الأوروبية هاتفياً أمس آخر التطورات ونتائج المفاوضات النووية على مستوى الخبراء بين ايران ومجموعة «5+1» في جنيف.
وقرر الجانبان خلال المباحثات الهاتفية مواصلة المفاوضات، واستئنافها على مستوى الخبراء عقب عطلة رأس السنة الميلادية.
وكان ظريف قد أعلن أن المفاوضات النووية على مستوى الخبراء تسير الى الامام ببطء أمس. وخلال مؤتمر صحافي عقده من نظيرته الايطالية إما بونينو في طهران، قال ظريف إن هناك اتصالات على كافة المستويات مع أشتون، موضحاً انه يتدخل عندما تكون هناك حاجة إلى التدخل البنّاء، واننا نواصل الاتصالات من اجل التوصل الى نتيجة.
ورأى أن اتفاق جنيف يعد «تحولاً مهماً»، مشددا على أن يطبق الطرفان الاتفاق بجدية ودقة وحسن نية.
وغداة انتهاء الجولة الأخيرة من مفاوضات الخبراء في جنيف، التي استمرت ثلاثة ايام، قال ظريف «هذه المفاوضات ليست سهلة... وتتقدم ببطء».
وأضاف «آمل أن يحرص كل الأطراف على الا يطرحوا مواضيع من شأنها التسبب في مشاكل، وفي جعل العمل صعباً».
من جهتها، قالت الوزيرة الايطالية، إن الطريق في بدايته لتنمية العلاقات بين ايران والغرب، مشيرة الى أن إيران تستطيع أن تؤدي دوراً أساسياً في الكثير من القضايا.
وأشارت بونينو الى ان وزير الثقافة الإيطالي سيزور إيران الأسبوع المقبل.
وأجرت بونينو محادثات مع نائبة الرئيس الإيراني للشؤون البيئية، معصومة ابتكار، خلال زيارة استغرقت يومين، هي الأولى التي يقوم بها وزير خارجية ايطالي الى ايران منذ قرابة عشر سنوات، ومع الرئيس حسن روحاني، ورئيس البرلمان علي لاريجاني.
وفي السياق نفسه، أكد وزیر الخارجیة الروسي، سیرغي لافروف، أهمیة اتفاق جنیف، قائلاً إن «هذا الاتفاق یُعدّ خطوة أولی ومهمة جداً علی طریق تسویة القضیة النوویة الایرانیة، باعتبارها إحدی القضایا الأكثر تعقیداً في العالم».
ورأى أن معالجة القضیة النوویة الایرانیة اتخذت مساراً ایجابیاً من خلال الجهود الدولیة، وجرى بذلك تجنب استخدام القوة والتدخل العسکري لمعالجة هذه القضیة.
من جهة ثانية، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية، علي اكبر صالحي، ان مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يحق لهم تفتيش الصناعات العسكرية والصاروخية.
وقالت العلاقات العامة في منظمة الطاقة، «إن موقعين اخباريين محليين نشرا خبراً عنوانه ان مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيزورون الصناعات الصاروخية في ايران، وهو استنتاج خاطئ للتصريحات التي أدلى بها الدكتور صالحي في لقاء صحافي يوم الخميس في مدينة قم».
(فارس، إرنا، رويترز، أ ف ب)