رغم الاستياء الذي أبدته طهران لواشنطن من جراء إضافة أشخاص وكيانات على لائحتها السوداء على خلفية برنامج ايران النووي، فإن المفاوضات بین الجمهورية الاسلامية ومجموعة «5+1» ستُستأنف على مستوی الخبراء في غضون الأیام القلیلة المقبلة، لتحدید آلیات تنفیذیة لاتفاق جنیف.هذا القرار اتُّخذ أمس بعد لقاء عضو الفریق النووي الایراني المفاوض، عباس عراقجي، مع منسقة السیاسة الخارجیة في الاتحاد الأوروبي، كاثرین آشتون، في بروكسل.
وقد عبّرت آشتون عن ارتیاحها للتقدم الحاصل في مفاوضات الخبراء بین ایران و «1+5»، ودعت الی استئناف المفاوضات بین الجانبین في فیینا، مؤكدة ثقتها بأن الدول الست عازمة علی الإسراع بتنفیذ الاتفاق.
وقدمت المسؤولة الأوروبية خلال لقائها عراقجي امس، توضیحات مسهبة حول سبب بعض التصریحات واجراءات المسؤولین الأميركیین، وأكدت ان مجموعة «1+5» جادة وملتزمة بحسن نیة بنص الاتفاق، حسبما نقلت وكالة «إرنا» الرسمية الإيرانية.
بدوره، أكد عراقجي، مساعد وزير الخارجية الايراني، أنه جرى الاتفاق على استئناف المفاوضات قريباً بين خبراء ايران ومجموعة «5+1».
وأبلغ عراقجي وكالة أنباء «فارس» أنه جرى في هذا اللقاء توجيه انتقاد شديد الى المواقف الأميركية، موضحاً ان «السيدة اشتون اكدت في هذا اللقاء أن مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين والمانيا) عازمة على تنفيذ اتفاق جنيف، وهي ملتزمة بنود الاتفاق».
وعقب إصدار الحظر الأميركي الجديد على شركات وأشخاص إيرانيين، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية ان الحظر يتعارض مع مضمون اتفاق جنيف، فيما أنهى فريق الخبراء الايراني مفاوضاته مع مجموعة «5+1» الأسبوع الماضي.
وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية مرضية أفخم، أن «اي حظر جديد سيكون بمثابة موت اتفاق جنيف النووي».
ورأت في مؤتمرها الصحافي الاسبوعي أمس، أن «من اهم التزامات الطرفين في برنامج العمل المشترك هو عدم اجراء حظر جديد».
وحول الاتصال الهاتفي الذي أجراه وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف، أوضحت أفخم، أن الجانبين بحثا التطوّرات في مجال برنامج العمل المشترك والتطورات الحاصلة في الأسبوع الماضي، وان وزير الخارجية أعرب عن استيائه للإجراء الأميركي الأخير.
واشارت الى ان «ظريف أجرى اتصالات هاتفية مع آشتون، وهي اتصالات عادية ترمي الى المحافظة على المفاوضات، والبحث في كيفية تنفيذ برنامج العمل المشترك».
في غضون ذلك، دعا رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الدول الكبرى الى احترام الرأي العام للشعوب، قائلاً «إن ما تتوقعه الشعوب من حكامها هو تجنب نقض العهود والتناقض في القول والعمل مثلما بدر من المسؤولين الأميركيين».
وخلال استقباله في طهران أمس رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماسيمو داليما، شدد على ان المستقبل السياسي للصين وروسيا وأميركا والمجموعة الأوروبية رهن بنظرة الاحترام للشعوب الأخرى.
في الوقت نفسه، أنهى وفد برلماني أوروبي أمس زيارته الى ايران، بمحادثات مع رئيس البرلمان، علي لاريجاني، وشقيقه الأمين العام للمجلس الإيراني الأعلى لحقوق الانسان، محمد جواد لاريجاني.
الى ذلك، رعى قائد مقر «خاتم الأنبياء» للدفاع الجوي الإيراني، العميد فرزاد اسماعيلي، حفل تدشين الرادار الوطني البعيد المدى «آرش».
وخلال حفل التدشين أشار إلى ضرورة حماية اجواء البلاد، قائلاً «إن هذا الرادار مكمّل للرادار المرحلي الذي جرى تدشينه قبل عدة أشهر، وإن مراحل صيانته وإصلاحه سهلة جداً».
(فارس، مهر، ارنا، أ ف ب)