أعلن رئيس جنوب السودان ميارديت سلفا كير، أمس، احباط محاولة انقلاب واتهم منافسه السياسي نائبه السابق ريك ماشار، بالوقوف وراءها بعد المعارك الكثيفة التي حدثت ليل أول من أمس في العاصمة جوبا، حيث أعلن حظراً للتجول لفترة غير محددة. وقال الرئيس الجنوب سوداني مرتدياً ثياباً عسكرية، إن «هناك محاولة انقلاب لكنها احبطت ونحن نسيطر على الوضع»، مضيفاً أن «المهاجمين لاذوا بالفرار ونحن نلاحقهم».
واتّهم كير ماشار، منافسه السياسي الذي عُزل في تموز الماضي، والشخصية التي تحظى بالكاريزما في جنوب السودان، مؤكداً «لن اسمح او اتسامح مع اي حادث آخر من هذا النوع». وقال كير «لقد قمنا باعتقالات»، مشيراً الى أن المعارك بدأت الأحد «بهجوم على مقر قيادة الجيش الوطني الجنوب سوداني من قبل مجموعة جنود متحالفة مع نائب الرئيس السابق ريك ماشار وفريقه»، والذي يتهم رئيس جنوب السودان بأنه يتصرف كدكتاتور. وأضاف «ان حكومتي لن تسمح بتكرار أحداث 1991» في اشارة الى الانفصال الذي حصل في صفوف التمرد الجنوبي.
وتركزت الاشتباكات في ثكنتين عسكريتين هما ثكنة بيلبام الرئيسية شمالي المطار، وثكنة جبل الى الجنوب من جوبا، حيث يتمركز الحرس الجمهوري. وأصبح التحرك في المدينة محدوداً وتوقفت الرحلات الجوية.
وينتمي كل من كير وماشار الى جماعتين عرقيتين متناحرتين اشتبكتا من قبل.
وكان كير، الذي يقود حكومة تبذل جهداً لاقامة نظام حكم فعال منذ إعلان استقلال البلاد عن السودان في 2011، قد أقال ماشار بعد ان قاد الانتقادات الشعبية بسبب فشل الحكومة في توفير خدمات عامة أفضل. وقال كير الأسبوع الماضي، إن بعض «الرفاق» يهددون بجر البلاد مجدداً إلى فترة انقسام في صفوف أبناء جنوب السودان في عام 1991.
وينتمي العديد من انصار كير الى اتنية الدينكا، بينما ينتمي مشار الى طائفة النوار.
وكان ماشار قد انشق آنذاك مع فصيل تحالف في وقت لاحق مؤقتاً مع نظام الخرطوم الذي كان يقاتله المتمردون قبل ان يعود الى صفوف الجنوبيين في مطلع سنوات الألفين. وفي ردود الفعل، دعت كل من الأمم المتحدة، والسفارة الأميركية جميع الأطراف إلى وقف الاشتباكات المتواصلة، حسبما جاء في بيانين منفصلين. وقالت المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى جنوب السودان، هيلد جونسون، في بيان، إن «بعثة الأمم المتحدة في جوبا تشعر بقلق بالغ ازاء المعارك التي اندلعت مساء الأحد، والتي استمرت حتى الاثنين».
وأضافت «أحث جميع الأطراف (المشتركين) في القتال على وقف الأعمال العدائية فوراً وممارسة ضبط النفس»، مشيرة إلى أنها كانت «على اتصال منتظم مع كبار الزعماء، بمن في ذلك القادة من أعلى المستويات للدعوة إلى الهدوء».
وفي بيان منفصل نشرته على موقعها على الإنترنت، نفت السفارة الأميركية شائعات عن لجوء ماشار إليها، وقالت إنها تراقب الوضع الأمني في البلاد وحثت جميع الأطراف المتورطة في الاشتباكات على التوصل إلى حل سلمي للعنف.
وذكر متحدث باسم الأمم المتحدة أن نحو 800 مدني لجأوا إلى مقر للمنظمة الدولية قرب المطار، مضيفاً عبر الهاتف أن سبعة عولجوا لاصابتهم بطلقات نارية بينهم طفل في الثانية من العمر.
وعلى الجانب الآخر من الحدود، أعلن مسؤول مكتب الامم المتحدة في الفاشر كبرى مدن شمال دارفور السودانية، علي الزعتري، أن نحو مليوني شخص نزحوا بسبب النزاع في إقليم دارفور غرب السودان الذي يشهد تكثيفاً لأعمال العنف. وقال «نقدر عدد النازحين بحوالى 1,9 مليون وهناك 1,3 مليون شخص طالتهم اعمال العنف او انعدام الامن الغذائي بقسوة».
(أ ف ب، رويترز)