وصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء أمس إلى أفريقيا الوسطى التي تخضع لحظر تجوال، حيث قتل جنديان فرنسيان قبل ساعات أثناء عملية نزع سلاح ميليشيات في المدينة، في وقت أكد فيه رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك ايرولت أن عمليات الجيش في بانغي لن تستمر لوقت طويل.
وحال وصوله برفقة وزير خارجيته لوران فابيوس إلى مطار بانغي حيث قاعدة القوات الفرنسية، قادماً من جنوب أفريقيا حيث حضر مراسم تأبين الزعيم نيلسون مانديلا، حيّا الرئيس الفرنسي روحَي الجنديين أمام جثمانيهما في الوقت الذي كانت فيه طائرات حربية تحلق باستمرار فوق عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى.
في إطار متصل، أكد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت أن التحرك العسكري الذي قامت به قوات بلاده في أفريقيا الوسطى جاء استجابة «لنداءات» القارة الأفريقية لتجنّب ما وصفه بـ«دوامة مجازر» قد تعصف بالسكان المدنيين.
وقال ايرولت في جلسة نقاش في الجمعية العامة الفرنسية (البرلمان)، إن العملية العسكرية للقوات الفرنسية في بانغي لن تستمر طويلاً، لكنه امتنع عن تحديد تاريخ معين لنهايتها.
وأوضح أن «فرنسا لا تتصرف كشرطي في أفريقيا، بل تحركت عسكرياً استجابة لنداء شركائنا الأفارقة للتصدي لدوامة العنف والمجازر التي شهدتها أفريقيا الوسطى».
ومضى قائلاً إن التدخل العسكري الفرنسي المدعوم دولياً لمساعدة القوة الأفريقية المنتشرة هناك «لم يكن خياراً»، مشيراً إلى أن «الانتظار أكثر سيعني المخاطرة بوقوع كارثة إنسانية ضد المدنيين».
وأوضح أن فرنسا التي نشرت 1600 عسكري في أفريقيا الوسطى ستركز على مهمة «استتباب الأمن ووقف الانتهاكات والسماح باستئناف نشاط المنظمات الانسانية»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن قوات بلاده ستعمل على نزع سلاح الميليشيات التي تمثّل خطراً كبيراً على السكان المدنيين.
ولفت إلى أن بلاده تحظى بدعم سياسي كبير من قبل دول الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي لفرض الأمن والاستقرار في البلد الغارق في الفوضى، منذ إطاحة الرئيس فرانسوا بوزيزي في آذار الماضي.
من جهة ثانية، كشف مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي، إسماعيل شراقي، أن من المقرر أن يصل ألف جندي تابع للاتحاد إلى جمهورية أفريقيا الوسطى خلال الساعات القادمة لإعادة الأمن إليها، بالتزامن مع جهود القوات الفرنسية لحماية المدنيين هناك.
وأضاف شراقي، في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أن «قوة الاتحاد الأفريقي العاملة حالياً في أفريقيا الوسطى تعدادها 2600 جندي قدموا من الكونغو والغابون والتشاد والكاميرون»، مشيراً إلى أنه بوصول القوة الجديدة سيبلغ إجمالي جنود الاتحاد الأفريقي فيها 3600 جندي.
(أ ف ب، الأناضول)