وسط توتر حول خطة بكين لاعلان منطقة دفاع جوي فوق جزر تتنازع عليها مع اليابان، أرسلت الصين حاملة الطائرات الوحيدة التي تملكها في مهمة تدريبية إلى بحر الصين الجنوبي أمس، فيما تستمر نزاعات بحرية مع الفيليبين ودول أخرى مجاورة. وأجرت حاملة الطائرات «لياونينغ»، التي اشترتها الصين مستعملة من أوكرانيا وجددتها، أكثر من مئة تدريب وتجربة منذ بدء تشغيلها العام الماضي، لكن هذه هي المرة الأولى التي ترسلها بكين إلى بحر الصين الجنوبي.
وأعلنت البحرية الصينية في موقعها الرسمي على الانترنت انطلاق «لياونينغ» من مدينة تشينغداو الشمالية برفقة مدمرتين وفرقاطتين.
وأضاف التقرير إن حاملة الطائرات ستجري «أبحاثاً علمية واختبارات وتدريبات عسكرية».
وقال «هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها لياونينغ منذ تشغيلها بتدريبات بعيدة المدى في أعالي البحار».
في هذا الوقت، بدأت أمس عواصم عديدة في أنحاء العالم تتخذ مواقف ضد الصين بسبب اعلانها الأحادي الجانب إقامة منطقة مراقبة جوية، في بحر الصين الشرقي يتضمن ترسيمها جزر سينكاكو، الأرخبيل الذي تسيطر عليه اليابان لكن تطالب الصين به وتطلق عليه اسم دياويو. وقالت وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب «توقيت وطريقة اعلان الصين لا يساعدان في ضوء التوتر الاقليمي الحالي ولن يسهما في الاستقرار الاقليمي». وأضافت إن «استراليا عبّرت بوضوح عن معارضتها لأي عمل ملزم وأحادي يرمي الى تغيير الوضع القائم في بحر الصين الشرقي».
ويوم أمس جمع رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، وزيري الخارجية والدفاع، فيما ندد الناطق باسمه بمحاولة الصين تغيير الوضع القائم في المنطقة «بقوة ومن جانب واحد».
وقال مدير مكتب الحكومة يوشيدي سوغا، للصحافيين «بالتعاون مع المجموعة الدولية، نحن نحث بقوة الجانب الصيني على تغيير الوضع».
وكانت طوكيو قد استدعت السفير الصيني لمطالبته بتوضيحات حول الخطة، مشيرة إلى انها «ستتدخل بحرية الطيران فوق البحار». في هذا الوقت، شدد وزير النقل الياباني اكيهيرو اوتا، على ان الاعلان الصيني «ليس ساريا» ودعا شركة الخطوط الجوية اليابانية الى تجاهله، لكن ابرز شركات الطيران اعلنت انصياعها لمطالب الصين.
وقال متحدث باسم شركة «اول نيبون ايرويز» «لقد اتخذنا الاجراءات بما يتوافق مع القواعد الدولية»، مضيفاً «السلامة هي ابرز اولوياتنا. ويجب ان نتجنب اي احتمال لسيناريو سيء».
من جهتها قالت شركة «بيتش» للطيران انها اتخذت خطوات مماثلة. وقال متحدث باسمها «سنواصل عرض خطط سير طيراننا على الجانب الصيني في الوقت الراهن». وبموجب القواعد السارية فانه يتوقع من الطائرات ان تقدم مسار رحلتها وان تحدد بوضوج جنسيتها وان تبقي على اتصال اللاسلكي المشترك بشكل يتيح لها «الرد بدقة وفي الوقت اللازم» على مطالب تحديد هويتها من قبل السلطات الصينية. وتشمل المنطقة أيضاً قسماً من المياه الاقليمية التي تطالب بها تايوان وكوريا الجنوبية، اللتان عبّرتا ايضاً عن استيائهما من الخطوة الصينية. وفي تايبه قال مسؤول في مصلحة الطيران المدني التايواني، ان الخطوط الجوية التايوانية ستلتزم القواعد التي حددتها الصين وستقدم بيانات مسار الرحلات الى سلطات الطيران الصينية.
لكن الخطوط الجوية الكورية ومنافستها الكورية الجنوبية «آسيانا ايرلاينز» قالتا انهما لن تلتزما المطالب الصينية بتحديد خط رحلاتها مسبقا للسلطات الصينية.
وجاء في بيان للخطوط الجوية الكورية وتبعتها تعليقات مماثلة من اسيانا «لن تحصل تغييرات في عملياتنا، الى ان يجري اصدار توجيهات جديدة من وزارة النقل». من جهتها، رأت المانيا ان الخطوة «تثير مخاطر حادث مسلح بين الصين واليابان». وكانت الولايات المتحدة قد اصدرت أول من أمس، موقفاً مؤيداً بالكامل لطوكيو باعلانها ان جزر سنكاكو مشمولة ببنود الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة واليابان. وقال جوش ارنست مساعد المتحدث باسم الرئيس الاميركي باراك اوباما، في تصريح على متن الطائرة الرئاسية، إن «هذا الاعلان الصادر عن الحكومة الصينية تصعيدي». في المقابل، حصد إعلان الصين اقامة منطقة مراقبة جوية تأييداً كبيراً لدى مواطنيها.
وأبدى حوالى 85 في المئة من الأشخاص الذين استطلعت آراؤهم من قبل صحيفة «غلوبال تايمز»، المعروفة بقوميتها وقربها من الحزب الشيوعي الحاكم، تأييدهم لاقامة «منطقة مراقبة جوية» ورأوا انها ستسهم في «الحفاظ على الأمن الجوي» للصين.
وتطالب الصين بالسيادة على كل بحر الصين الجنوبي تقريباً، بينما تطالب تايوان وماليزيا وبروناي والفيليبين وفيتنام بالسيادة على مناطق في المنطقة الغنية بالنفط والغاز.
(أ ف ب، رويترز)