أعلن وزير الداخلية الباكستاني، شودري نثار علي خان، أمس، أن باكستان ستحاكم الرئيس السابق برويز مشرف، بتهمة الخيانة لأنه فرض حال الطوارئ في عام 2007. وقال خان: «بعد حكم المحكمة العليا وتقرير سلمته لجنة تحقيق، تقرر بدء إجراءات محاكمة بحق الجنرال برويز مشرف (بتهمة الخيانة) بموجب المادة السادسة من الدستور»، مضيفاً «هذا يحصل للمرة الأولى في تاريخ باكستان، ولقد اتخذ القرار بما فيه المصلحة الوطنية». وأشار الوزير إلى إن رئيس المحكمة العليا سيتسلم اليوم رسالة من الحكومة تطلب فيها إنشاء محكمة تضم ثلاثة من قضاة المحكمة العليا لبدء المحاكمة بحق مشرف بتهمة الخيانة.
وهذه المرة الأولى في تاريخ باكستان المليء بالانقلابات التي يُحاكم فيها رئيس أو قائد عسكري سابق بتهمة الخيانة، وهي جريمة تصل عقوبتها إلى الإعدام أو الحبس المؤبد.
ويواجه مشرف البالغ من العمر 70 عاماً أربع قضايا جنائية تعود إلى فترة حكمه منذ 1999، بينها مقتل رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو، نهاية عام 2007، وتسريحه بنحو أحادي لقضاة في العام نفسه الذي فرض فيه حظر التجوال، ومقتل زعيم المتمردين في ولاية بلوشستان (جنوب غرب) أكبر بكتي، عام 2006 في عملية عسكرية.
وكان مشرف قد أصبح الأسبوع الماضي «رجلاً حراً» من خلال حصوله على حرية مشروطة في القضية الأخيرة التي بقي فيها قيد التوقيف الاحتياطي، وهي الهجوم الدامي على الإسلاميين المتحصنين في المسجد الأحمر في إسلام آباد في 2007.
على الصعيد الأمني، نشرت باكستان عناصر من الجيش أول من أمس، إضافةً إلى فرض السلطات حظر تجوال في مدينة روالبندي، حيث سبّبت أعمال العنف الطائفية الجمعة الماضي سقوط تسعة قتلى على الأقل وأكثر من 60 جريحاً، ونجم عنها أعمال عنف انتقامية في مدينتين أخريين على الأقل.
وبدأت أعمال العنف التي شهدتها هذه المدينة القريبة من العاصمة إسلام آباد خلال مرور مسيرة للشيعة لمناسبة ذكرى عاشوراء بالتزامن مع القاء إمام سنّي خطبته في أحد المساجد، فهاجم متظاهرون شيعة غاضبون مسجداً سنياً ومدرسة شرعية، فقاموا بإحراق المبنى ومتجر ثياب مجاور، حيث كان العمال، أول من أمس، لا يزالون يعملون على إخماد الحرائق المندلعة.
ثم تبادلت المجموعات المتقاتلة الهجمات والتعرض لمصوري قنوات التلفزيون وعناصر قوات الأمن، كذلك قاموا بإطلاق النار.
ونشرت السلطات أعداداً كبيرة من الجنود في المدينة ثم فرضت حظر تجوال كامل مع تسيير قوات أمنية لدوريات لمنع تدفق المتظاهرين الآتين من مدن أخرى.
كذلك اندلعت أعمال عنف في مدينتي ملتنان وجشتيان جنوب البلاد، حيث أمرت السلطات الجنود بالحفاظ على الأمن والنظام.
وقال مسؤول رفيع في شرطة ملتان إن 12 شخصاً على الأقل جرحوا عندما نزل متظاهرون سنّة إلى الشوارع احتجاجاً على حوادث روالبندي، ما نتج منه اشتباكات مع الشيعة الذين قاموا بإطلاق النار في الهواء.
وفي مدينة جشتيان المجاورة، تعرض مسجد شيعي لدمار جزئي وتم تدمير عدد من المتاجر بعد إحراقها من جانب متظاهرين رداً على حوادث روالبندي.
(أ ف ب)